مثل: قالُوا وَهُمْ فِيها، آمَنُوا وَكانُوا*، ومثل: فِي يَوْمٍ*، الَّذِي يُوَسْوِسُ وحرف المد لا يحذف، ثم نقض الناظم علة المظهرين وبين فسادها بأن هؤلاء المظهرين قد أدغموا الياء في مثلها نحو يَأْتِيَ يَوْمٌ*، نُودِيَ يا مُوسى ولا شك أنه يترتب على إدغام يَأْتِيَ يَوْمٌ* ونحوه من المحظور ما يترتب على إدغام هُوَ* المضموم الهاء؛ فالعلة الموجبة للإظهار في هُوَ* متحققة في يَأْتِيَ يَوْمٌ* إذا المد المقدر في الواو موجود في الياء، فلا فارق بينهما، فإدغام أحد المتساويين وإظهار الثاني تحكم لا مبرر له، على أن هناك فرقا بين حرف المد في هُوَ* المضموم الهاء وحرف المد في الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا* ونحوه فإن الأول تقديري ملاحظ في الذهن فقط لا ثبوت له في الخارج، والثاني محقق في الخارج فقياس الأول على الثاني خطأ، إذ لا يلزم من منع الإدغام في المد المحقق منعه في المد المقدر، وعلى كل فالمقروء به للسوسي من طريق الشاطبية والتيسير هو الإدغام ليس غير. وقوله: المضموم هاء؛ احتراز عن ساكنها؛ فإن فيه الإدغام قولا واحدا للسوسي، وقد وقع في ثلاثة مواضع: وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بالأنعام، فَهُوَ وَلِيُّهُمُ بالنحل، وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ في الشورى.
١٣١ - وقبل يئسن الياء في اللّاء عارض ... سكونا أو اصلا فهو يظهر مسهلا
المعنى: قرأ أبو عمرو من روايتي الدوري والسوسي وَاللَّائِي يَئِسْنَ في سورة الطلاق
بحذف الياء بعد الهمزة، وله في الهمزة بعد ذلك وجهان تسهيلها بين بين مع المد والقصر.
وإبدالها ياء ساكنة مع المد المشبع للساكنين. وعلى هذا الوجه يجتمع حرفان متماثلان في كلمتين: الأول ساكن والثاني متحرك، والقواعد تقضي بوجوب إدغام الأول في الثاني للسوسي، بل لجميع القراء، ولكن الناظم أخبر أن السوسي يقرأ على وجه الإبدال، بإظهار هذه الياء الساكنة، وعلل إظهارها بأن سكونها عارض أو هي نفسها عارضة؛ لأن أصلها همزة، وحيث إن سكونها عارض، أو هي نفسها عارضة؛ فيمتنع إدغامها. هذا محصل كلام الناظم. ولكن قد ذهب غيره من أهل الأداء إلى إدغامها طردا للباب، والوجهان صحيحان مقروء بهما للبزي وأبي عمرو من روايتيه. وقوله: مسهلا حال من فاعل يظهر وهو السوسي وهو مأخوذ من أسهل إذا سار في الطريق المعبد السهل.