فِرْعَوْنُ وابتدأ بقوله آمَنْتُمْ. أو وقف على النُّشُورُ وابتدأ بقوله: أَأَمِنْتُمْ حقق الهمزة الأولى. وينبغي أن يعلم أن ورشا ليس له في الهمزة الثانية من أَأَمِنْتُمْ في المواضع الثلاثة إلا التسهيل مع القصر، والتوسط، والمد، وليس له الإبدال؛ لأنه لو أبدل لاجتمع ألفان، الألف المبدلة من الهمزة الثانية المفتوحة، والألف المبدلة من الهمزة الثالثة الساكنة ويتعذر النطق بالألفين معا، فتحذف إحداهما فحينئذ يصير النطق بهمزة واحدة بعدها ألف، فتكون قراءته كقراءة حفص. فيلتبس الاستفهام بالخبر، فمحافظة على لفظ الاستفهام وخوفا من الالتباس منع وجه الإبدال.
١٩٢ - وإن همز وصل بين لام مسكّن ... وهمزة الاستفهام فامدده مبدلا
١٩٣ - فللكلّ ذا أولى ويقصره الّذي ... يسهّل عن كلّ كالآن مثّلا
١٩٤ - ولا مدّ بين الهمزتين هنا ولا ... بحيث ثلاث يتّفقن تنزّلا
المعنى: هذا بيان لحكم همزة الوصل إذا وقعت بين لام التعريف الساكنة وهمزة الاستفهام، وقد وقع ذلك في ثلاث كلمات في ستة مواضع: آلذَّكَرَيْنِ* في موضعين بالأنعام، آلْآنَ* في موضعين بيونس آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ، آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ في النمل، وقد اتفق أهل الأداء على تغيير همزة الوصل في هذه المواضع، ولكنهم اختلفوا في كيفية هذا التغيير، فمنهم من أبدلها حرف مد ألفا مع المد المشبع للفصل بين الساكنين، إلا إذا عرض تحرك الساكن وهو اللام في آلْآنَ* موضعي يونس في قراءة نافع بنقل حركة الهمزة التي بعدها إليها، فيجوز حينئذ المد المشبع نظرا للأصل، ويجوز القصر نظرا للحركة العارضة، ومنهم من سهلها بين بين وهذان الوجهان حائزان لكل القراء، وإن وجه الإبدال أولى وأرجح من وجه التسهيل. وهناك موضع سابع: وهو لفظ السحر في قوله تعالى في يونس: ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ، فأبوا عمرو يقرؤه بزيادة همزة استفهام قبل همزة الوصل، فيجري فيه الوجهان السابقان وهما: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع وتسهيلها بين بين، فقول الناظم:(وإن همز وصل إلخ). معناه: وإن وقع همز وصل بين لام التعريف الساكنة وبين همزة الاستفهام،