بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَصلى الله على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم قَالَ الشَّيْخ الْفَقِيه الْعَالم، قَاضِي الْجَمَاعَة بالبلاد الأندلسية، وخطيب حضرتها الْعلية أَعَادَهَا الله لِلْإِسْلَامِ {أَبُو الْحسن بن الْفَقِيه أبي مُحَمَّد ابْن عبد الله بن الْحُسَيْن النباهي وصل الله سُبْحَانَهُ سعادته، وشكر إفادته} أما بعد حمد الله، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على مُحَمَّد رَسُول الله، فَهَذَا كتاب أرسم فِيهِ بحول الله نبذاً من الْكَلَام فِي خطة الْقَضَاء، وسير بعض من سلف من الْقُضَاة، أَو بلغ رتبه الِاجْتِهَاد، وفيمن يجوز لَهُ التَّقْلِيد وَمن لَا يجوز لَهُ، وصفات الْمُفْتى الَّذِي يَنْبَغِي قبُول قَوْله، والاقتداء بِهِ لمن ذهب إِلَى مقلده، وبالجاري من الْفَتَاوَى على منهاج السداد، وَهل يجوز للمفتي قبُول الْهَدِيَّة من المستفتى، أم هِيَ فِي حَقه من ضروب الرشاء الْمُحرمَة على الْجَمِيع. وَلست أَجْهَل أَن هَذَا الْغَرَض قد سبق لَهُ غَيْرِي، وصنف فِي مَعْنَاهُ أنَاس قبلي؛ لَا كنّى رَأَيْت أَن أُعِيد مِنْهُ الْآن مَا أُعِيدهُ على جِهَة التَّذْكِرَة لنَفْسي، والتنبيه لمن هُوَ مثلي. وَحَاصِل مَا أُرِيد إثْبَاته من ذَلِك فِي هَذَا الْكتاب يرجع على التَّقْرِيب إِلَى أَرْبَعَة أَبْوَاب. فَأَقُول وَالله الْمُوفق للصَّوَاب:؟