وَلَا يتعقب لَهُ حكم؛ وَالْوَجْه الثَّانِي فِي الحكم الْعدْل الْجَاهِل الْمُقَلّد: فللحكم الَّذِي يَلِي بعده أَن يتعقب أَحْكَامه؛ فَمَا وَافق الْحق. مِنْهَا، نفذ وَمضى، وَمَا خَالف الْحق رده وفسخه؛ وَالْوَجْه الثَّالِث فِي الحكم الجائر المتعسف: فللحكم الَّذِي يَلِي بعده أَن يفْسخ أَحْكَامه كلهَا، وَلَا ينفذ لَهُ حكما. وَمن كتاب سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن بطال: قَالَ ابْن الْمَوَّاز: لَو أَن قَاضِيا نقض حكم قَاض قبله قد كَانَ حكم بِهِ، ثمَّ ولى قاضٍ ثَالِث وعزل الثَّانِي. نظر: فَإِن كَانَ حكم القَاضِي الأول مِمَّا يحكم بِهِ، وَمِمَّا يخْتَلف فِيهِ الْقَضَاء والفتيا، رَأَيْت نقض الثَّانِي لَهُ خطأ صراحاً؛ فَأرى للثَّالِث أَن ينْقض حكم الثَّانِي، وَينفذ حكم الأول، وَإِن كَانَ خلافًا لما يحكم بِهِ الثَّالِث؛ وَإِن حكم الأول خطأ صراحاً مِمَّا لَا اخْتِلَاف فِيهِ، لم أر للثَّالِث أَن يرد حكم الثَّانِي إِلَى مَا حكم بِهِ الأول.
فصل فِي التحذير من الحكم بِالْبَاطِلِ أَو الْجَهْل
قَالَ الله عز وَجل {: " يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كونُوا قوامين لله شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلَا يجرمنكم شنآن قوم على أَلا تعدلوا اعدلوا هُوَ أقرب للتقوى. " " ويجرمنكم " مَعْنَاهُ يحملنكم. قَالَه ابْن حبيب. عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} أَنه قَالَ الْحُكَّام ثَلَاثَة. إثنان فِي النَّار وَوَاحِد فِي الْجنَّة. حَكَمٌ حَكَمَ بِجَهْل، فخسر، فَأهْلك أَمْوَال النَّاس، وَأهْلك نَفسه، فَفِي النَّار؛ وحكمٌ حكمَ فخدل أَي جَار، فَأهْلك أَمْوَال النَّاس وَأهْلك نَفسه، فَفِي النَّار؛ وحكمٌ علم، فَعدل فأحرز أَمْوَال النَّاس وأحرز نَفسه، فَفِي الْجنَّة {قَالَ الْهَرَوِيّ فِي كتاب الغريبين لَهُ فِي الحَدِيث: وَرجل علم فخدل أَي جَار يُقَال إِنَّه لخدل غير عدل. ذكر ذَلِك فِي بَاب الْخَاء وَالدَّال. قَالَ ابْن سيدة فِي بَاب الْخَاء مَعَ الدَّال: خدل على خدلاً: ظَلَمَنِي، وخدل علىَّ خدولاً وخدلاً: جَار. وَفِي الحَدِيث: من ولى قَاضِيا، فقد ذبح بِغَيْر سكين. وَفِي رِوَايَة لِابْنِ أبي ذويب: فقد ذبح بالسكين. وَفِيه: الْولَايَة أَولهَا ملامة، ووسطها ندامة، وَآخِرهَا عَذَاب فِي الْقِيَامَة، إِلَّا من اتَّقى الله عز وَجل. وَفِي الْمُوَطَّأ بَاب مَا يكره من الْقَضَاء مَالك عَن يحيى بن سعيد أَن أَبَا الدَّرْدَاء كتب إِلَى سلمَان الْفَارِسِي أَن: هَلُمَّ إِلَى الأَرْض المقدسة} فَكتب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute