ذُرِّيَّة أبي الْحسن بن أضحى، مؤلف كتاب قوت النُّفُوس، وإنس الْجُلُوس، القَاضِي كَانَ فِي غرناطة أَيْضا فِي حُدُود ٦٤٠. وَفِي كتاب الرَّازِيّ من الْإِشَارَة بأصالة بَيت بني أضحى مَا يغنى عَن الإطالة. وَخَلفه فيهمَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ من الحكم كَاتبه مُحَمَّد بن سعيد الْعَنسِي. وَبَيت بني سعيد أَيْضا بقلعة يحصب، المنسوبة حَتَّى الْآن إِلَيْهِم، بكورة البيرة؛ وانتماؤهم إِلَى عمار بن يَاسر الصَّحَابِيّ رَضِي الله عَنهُ {شهير، إِلَى مَا نجح مِنْهُم من الأماثل الأمجاد، وأرباب الرحل إِلَى الْبِلَاد؛ لاكنَّ هَذَا القَاضِي قعدت بِهِ دماثة أخلاقه، ولين جَانِبه، وَعَن رُتْبَة من كَانَ قبله؛ فَأخر لعشرة أشهر من ولَايَته
ذكر القَاضِي أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن ربيع الْأَشْعَرِيّ
وَتقدم بدله أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن أبي عَامر يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع الْأَشْعَرِيّ، ولد قَاضِي الْجَمَاعَة الْمُتَقَدّم الذّكر. وَكَانَ على سنَن سلفه من التفنن فِي المعارف، والإشتداد على أهل العتو وَالْفساد، كَاتبا بارعاً، شَاعِرًا مطبوعاً. كتب عَن سُلْطَانه، أَيَّام استدعائه من بالمغرب، وتحريك الْقَبَائِل إِلَى الْجِهَاد، غير مَا كتاب، بِمَا يشحذ العزائم، ويوقظ النَّائِم. وتمادت ولَايَته إِلَى أَن توفّي، بعد مُضِيّ سَبْعَة أَعْوَام من زمَان تَقْدِيمه.
ذكر القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد الأشبرون
وَخَلفه فِي خطة الْقَضَاء صَاحبه أَبُو بكر مُحَمَّد بن فتح بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الإشبيلي الأشبرون، بعد تَوليته حسبَة السُّوق والشرطة مَعًا، لما كَانَ عَلَيْهِ من المضاء والصرامة، وَالْقُوَّة، والاكتفاء. ولبث موليا ذَلِك كُله وناظراً فِيهِ، إِلَى وَفَاة السُّلْطَان الْغَالِب بِاللَّه أبي عبد لله؛ وَكَانَت وَفَاته رَحمَه الله} آخر جُمَادَى الثَّانِيَة من عَام ٦٧١! وَصَارَ الْأَمر إِلَى وَلَده السُّلْطَان الثَّانِي أبي عبد الله أَيْضا، الْمَدْعُو بالفقيه ممهد الدولة النصرية، وبديع مآثرها، ومقيم رسوم الْملك فِيهَا فأفرد أَبَا بكر