أَن يكون رزق وزعته من بَيت المَال، لَا من قبل أَرْبَاب الْخُصُومَات، فَأمْضى ذَلِك كُله. وَكَانَ مُعظما عِنْد سُلْطَانه، كَبِير الشَّأْن فِي زَمَانه. قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الزليجي وَقد ذكره فِي كِتَابه: توفّي عَام ٦٨٧.
ذكر القَاضِي مُحَمَّد بن يَعْقُوب المرسي
وَمن الْقُضَاة بِتِلْكَ الْبِلَاد، مُحَمَّد بن يَعْقُوب المرسي، نزيل تونس، يكنى أَبَا عبد الله. ولي قَضَاء الْجَمَاعَة بهَا، وَقد كَانَ ولي قبل ذَلِك قَضَاء باجة. وَكَانَ عَالما، زاهداً، ورعاً، فَاضلا، مَحْمُودًا، مشكوراً. توفّي تَقْديرا بعد ٦٩٠.
ذكر القَاضِي أبي عبد الله بن عبد الْملك المراكشي
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ الأوسي المراكشي؛ يكنى أَبَا عبد الله، وَيعرف بِابْن عبد الْملك. ذكره الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر بن الزبير وَقَالَ فِيهِ: روى عَن الْكَاتِب الْجَلِيل أبي الْحسن بن مُحَمَّد الزغبي، وصحبة كثيرا. وروى عَن غَيره. ثمَّ وَصفه بِأَنَّهُ كَانَ نبيل الْأَغْرَاض، عَارِفًا بالتأريخ والأسانيد، نقاداً لَهَا، بعيد التَّصَرُّف أديباً بارعاً، شَارِعا مجيداً، ذَا معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْعرُوض. وَألف كتابا جمع فِيهِ بَين كتابي ابْن الْقطَّان وَابْن الْمواق على كتاب الْأَحْكَام لعبد الْحق، مَعَ زيادات نبيلة من قبله؛ وكتاباً آخر سَمَّاهُ بالذيل والتكملة لكتاب الصِّلَة وَولى قَضَاء مراكش مُدَّة؛ ثمَّ أخر عَنْهَا، لعَارض سَببه مَا كَانَ فِي خلقه من حِدة أثمرت مناقشة موثور وجد سَبِيلا، فنال مِنْهُ. توفّي بتلمسان الجديدة أَوَاخِر محرم عَام ٧٠٣. وَمن شعره: لله مراكش الغراء من بلد ... وحبذا أَهلهَا السادات من سكن إِن حلهَا نازح الأوطان مغترب ... أنسوه بالأنس عَن أهل وَعَن وَطن عَن الحَدِيث بهَا أَو العيان لَهَا ... ينشا التحاسد بَين الْعين وَالْأُذن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute