وَمِنْهُم القَاضِي عبد الْحق بن غَالب بن عبد الرَّحْمَن بن عَطِيَّة الْمحَاربي، من أهل غرناطة، يكنى أَبَا مُحَمَّد، أحد الْقُضَاة بالبلاد الأندلسية، وصدور رجالها. وبيته بَيت علم، وَفضل، وكرم، ونبل. وَكَانَ هَذَا القَاضِي رَحمَه الله {فَقِيها، نبيها، عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ والْحَدِيث وَالتَّفْسِير، أديباً بارعاً، شَاعِرًا، لغوياً ضابطاً، مُقَيّدا. ولي الْقَضَاء بِمَدِينَة المرية فِي شهر الْمحرم عَام ٥٢٩. وَألف كِتَابه الْمُسَمّى ب الْوَجِيز فِي التَّفْسِير؛ فجَاء من أحسن تأليف وأبدع تصنيف. ذكره الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر بن الزبير فِي كِتَابه، وَأثْنى عَلَيْهِ؛ ثمَّ قَالَ: مولده سنة ٤٨١. وَتُوفِّي فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين لرمضان سنة ٥٤١ بِمَدِينَة لورقة: قصد مرسية مولى، قضاءها؛ فصد عَن دُخُولهَا، وَصرف مِنْهَا إِلَى لورقة، اعتداء عَلَيْهِ؛ فَتوفي بهَا رَحمَه الله}
ذكر القَاضِي مُحَمَّد بن سماك العاملي
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن سماك العاملي، يكنى أَبَا عبد الله. أصل سلفه من مالقة، من بَيت نباهة وجلالة. وَهُوَ أول من ولي الْقَضَاء للموحدين بغرناطة. ذكره الملاحي، وَقَالَ فِيهِ مَا حَاصله: إِنَّه كَانَ فَقِيها جَلِيلًا، ذَاكِرًا للمسائل، عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ، مُسَدّد الْأَغْرَاض. وَذكره ابْن عَسْكَر، وَتكلم فِي الْمُنَازعَة الَّتِي وَقعت بَينه وَبَين حسون، وَأَنه خرج بسببهم فَارًّا إِلَى غرناطة؛ ثمَّ جَازَ إِلَى مراكش، فِي أول أَمر الْمُوَحِّدين؛ فسكن بهَا. وَمِنْهَا ولي قَضَاء غرناطة. وَولي قَضَاء مالقة أَيْضا. وَذكر الْأُسْتَاذ ابْن الزبير، وَأخْبر عَن أَبِيه أبي مُحَمَّد أَنه ولي قَضَاء غرناطة سنة ٥٣٧.