للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دميةٌ نشر الخزامى نشرها ... بفتات المسك يزري شعرها

كم ليال هي عندي بدرها ... قابلت فيهنّ مرآت السما

بمحيّاها فقيل انطبعي ... هي والظبية من واد كما

هي والبدر معاً من مطلع

كلّما ورَّد خدّيها الخجل ... قطفت ذيّالك الورد المقل

لا تسل عنها وعنّي لا تسل ... وقفت فاستوقفتني مسقما

وأفاضت فأفاضت أدمعي ... عجباً راقبت فيها الحرما

واستحلّت صيد قلبي الموجع

كم قضت في سعيها من منسك ... ما أضاعت فيه إلاّ نسكي

فلقد عدتُ بقلب مشرك ... في الهوى يعبد منها صنما

فهو في اللاهين لا في الرّكع ... ضلّةً يقرؤ قلْ من حرَّما

زينة الله ولمّا يقلع

لست أنسى بالمصلّى موقفاً ... فيه يرجى العفو عمّا سلفا

إذ بدت أحلى الغواني مرشفا ... تجرح النسك بلحظ إن رمى

سهمه قرطس قلب الورع ... وانثنت تطعن في الحجّ بما

قد حوى لين الرماح الشرّع

يا سقى الله ضحيّات النقا ... وسقاها الروض وشياً مونقا

كم أرت عيني وجهاً مشرقا ... وجلت لي من فتاة مبسما

عن شتيت واضح ملتمع ... قد دعا دمعي ولكن رخّما

فأجابت بعقيق أدمعي

عجبت حين بدت في تربها ... ورأتني بين صرعى حبّها

ثمّ قالت للتي في جنبها ... هل وصلن الغيد قبلي مغرما

وسوى الشيب له لم يشفع ... سنّة ما عملت فيها الدمى

وهي في دين الهوى لم تشرع

لا ومن أودع في خصري النحول ... ورمى نرجس جفني بالذبول

لست أحيي أشيباً واسمي قتول ... للذي ماء الصبا فيه نمى

غصنه من ناشىء أو يفع ... كلّما استقطرت منه اللمما

قطرت ماءً فبلّت موضعي

قلتُ يا سالبتي طيب الوسن ... ما لمن تصبى المعنى والسنن

فصلي الصبّ الذي فيك افتتن ... واجعلي وصلك في هذا الحما

بدعةً جائت كبعض البدع ... وألمّي كخيال سلما

هوّم الركب فحيّى مضجعي

من رأى خدّيك قال العجب ... كيف في الماء يشعُّ اللهب

والّتي طاب أبوها العنب ... بالذي أودعها منك الفما

فغدت أورى لقلب المولع ... ما الذي من يرتشفه أثما

هي أم فوك فزيدي ولعي

وحديث تتهاداه الربى ... طاب نشراً بين أنفاس الصبا

عن بشير جاء يطوي السبسبا ... تأرج البشرى عبيراً أينما

حلَّ في الأربع بعد الأربع ... شعبت شمل العلى فالتأما

ودّعت قلب الحسود انصدع

فادر يا صاحبي كأس الطرب ... واطرح في كأسها بنت العنب

قم فشاركني بما سرَّ الحسب ... بشّر المجد وهنّ الكرما

وعلى هذا الهنا بارك معي ... قد تجلّى كلّ أفق أظلما

بسنا هذي البدور الطلّع

زُهْرُ مجد زَهَرَ الدهر بهم ... لا خلت أفلاكه من شهبهم

كلّما خفَّ الهوى في صبّهم ... وعلى المسرى إليهم عزما

ثقلت نهضته في المربع ... من أمور طاريات كلّما

همَّ ينحو قصدهم قلن ارجع

لك يا عبد الكريم الفرح ... ولأعدائك زال الترح

وصفت لابن أخيك المنح ... مصطفى المجد بأزكى من نمى

شرفٌ سام لمجد أرفع ... كبدور التم تنضوا اللثما

عن ثغور كالبروق اللمع

قرَّ طرف الفخر منها بالحسن ... ذاك من قرّت به عين الزمن

شخصة والدهر روحٌ وبدن ... فحياة الدهر لمّا قدما

رجعت للنّاس أحلى مرجع ... ما براه الله إلاّ عيلما

لبني الآمال عذب المشرع

مذ حوى صدر المعالي قلبها ... وسماء المجد أبدت قطبها

سبّحت غرّ القوافي ربّها ... وأتت تهدي إليه أنجما

ما حواها فلكٌ في مطلع ... درراً وهي تسمّى كلّما

مثلها ما أنشدت في مجمع

شهدت للمجد أبهى محفل ... فدعت فخراً وقالت هوّلي

أيّها القالة مثلي فصلي ... من فريد المدح ما قد نظما

ثمّ يا صاغة مثلي رصّعي ... أو فكفّي وأريحي القلما

وبياض الطرس للطرس دعي

هذه الأفناء أفناء الشرف ... منتدى الآداب فيها والظرف

<<  <   >  >>