فقد خفّت بمنبلج ... من اللؤلؤ مخلوق
وقال الشيخ:
صفت لي خمر ريقته ... وما مرّت براووق
وقال السيّد:
فذى عَلَى وذي نهلي ... ومصبوحي ومغبوقي
إشاراتي لها أبداً ... ومفهومي ومنطوقي
فإن هبّت روائحه ... سباني عرف منشوق
كمسك أو كغالية ... بفهر الحيّ مسحوق
فليت العين لا نظرت ... غزالا مرَّ في السّوق
رماني سهم ناظره ... وما ارتدَّ على فوق
فذي الإشراك تعلقني ... وما كنت بمعلوق
وقال الشيخ:
ونجديَّ الحمى غنج ... رشيق القدّ ممشوق
تحلّت ريم رامتها ... بلحظ منه مسروق
لقد قالت عواذله ... ودمعي انهلَّ من موقي
تبدّل من مراشفه ... بعذب غير مطروق
فقد أصبحت ذائقه ... بعهد غير موثوق
وممّا اشتركا فيه أيضاً. قال الشيخ:
لك قامة تدعى بصعده ... وحسام لحظ ما أحدّه
فصرعت في حدّيهما ... مضنىً يكابد فيك وجده
حيران موهون القوى ... كلفا أضاع لديك رشده
فسل الحمى عن وجده ... إذ بات في الزفرات وحده
يا بانة الوادي إذا ... غضّ النسيم أمال قدّه
وقال السيّد:
هل غير طرفك صارم ... في الكحل قد صقلوا فرنده
كن حيث كنت فإنّه ... أبد الزمان يراك عنده
هو مطلق قبل الهوى ... وعلقنه الأشراف بعده
هل غير خدّك جمرة ... تقد الجوانح وهي ورده
فانظر إلى قمر الدجى ... يرياك طلعته وجعده
وقالا أيضاً وهو ممّا اشتركا فيه. قال السيّد:
بات معناك بأعلاقه ... مستنجداً أدمع آماقه
وقال الشيخ:
فإن ذوى الروض بأنفاسه ... يحيى من الدمع بمهراقه
فسل من الكرخ ذرى دوحه ... فكم شجاني سجع أوراقه
قال السيّد:
إيّاك يا قلب وهذا الرشا ... أو فادَّرع عن سهم أحداقه
وقال الشيخ:
رقّت حواشي رشأ مذ رنا ... باللحظ أصمى قلب مشتاقه
وقال السيّد:
مورد الوجنة قد عنعنت ... حمرتها عن دم عشّاقه
وقال الشيخ:
يفضح غصن البان في لينه ... ويخجل البدر بإشراقه
قلتومنه الشمس قدأشرقت ... تباركت قدرة خلاّقه
تحكي لنا رقّة أعطافه ... في لطفها رقّة أخلاقه
فما الهوى إلاّ هوى شادن ... غضّ رقيق الطبع رقراقه
ما ضرّه وهو نسيم الصبا ... لو رقّ للمضنى بأشواقه
قد سرقت منه المها لحظة ... مذ حسدت موضع أطواقه
ابرئني هزُّ قنا قدّه ... حيث براني سيف أحداقه
وقال السيّد:
تلسعني عقرب أصداغه ... فيسمح الثغر بدرياقه
أطفأ من ريقته لاعجي ... إن برحت بي نار أعلاقه
كان حليفي في زمان الصبا ... حتّى تذاوى غضّ أوراقه
واليوم أضحى لاوياً جيده ... يصرف عنّي لحظ أحداقه
قل للصبا إن صحّ عتب الصبا ... أسلمت ذاالقلب لإحراقه
فاذهب فدتك النفس من ذاهب ... لم يمض أعلاقي بأعلاقه
قد فاتني مذ فتَّ ريح الهوى ... إذ كنت لي موسم أسواقه
دع ذا وقل يا راكباً أعيساً ... يطوي الدياميم بأعناقه
عرّج على الكرخ إذا جئته ... وحيّ عنّي بدر آفاقه
محمّداً الحسن المجتبى ... من لا يضاهى حسن أخلاقه
ماطاب روح الجود حتّى روى ... نافحه عن طيب أعراقه
فليحل جيد الدهر في فضله ... فإنّه أحسن أطواقه
وليعكف الخلق على كفّه ... فإنّها مفتاح أرزاقه
إليك منّي يا حليف الندى ... مدح امرء راق بأوراقه
قد كاد أن يغرق لكنّما ... مدحك لا يحصى بأغراقه
ليس سوى حبّك في قلبه ... مغلغلا مابين أطباقه
ما خفّ ركبي عنك إلاّ لوى ... إلى مغانيك بأعناقه
وممّا اشتركا في نظمه. قال السيّد:
فتكت بي سيوف تلك اللحاظ ... في مغاني منّي وسوق عكاظ
وقال الشيخ:
نبّهت مغفي الفؤاد إفتتانا ... بهواها ولسن بالإيقاظ
كدت أن أملك الشهادة لولا ... أن حمتني عذوبة الألفاظ
وقال السيّد:
كم تخوّفتها فلمّا لقتني ... لم يفدني تخوّفي واحتفاظي