للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو ما ترى أظعانهن بواكراً ... كالنخل من شوكان حين صرام

حور تعلل بالعبير جلودها ... بيض الوجوه نواعم الأجسام

فظلت في دمن الديار كأنني ... نشوان باكره صبوح مدام

أنف كلون دم الغزال معتق ... من خمر عانة أو كروم شبام

وكأن شاربها أصاب لسانه ... موم يخالط جسمه بسقام

ومجدة نسأتها فتكمشت ... رتك النعامة في طريق حام

تخدى على العلات سام رأسها ... روعاء منسمها رثيم دام

جالت لتصرعني فقلت لها اقصري ... إني امرؤ صرعي عليك حرام

فجزيت خير جزاء ناقة واحد ... ورجعت سالمة القرا بسلام

وكأنما بدر وصيل كتيفة ... وكأنما من عاقل أرمام

أبلغ سبيعاً إن عرضت رسالة ... إني كهمك إن عشوت أمامي

أقصر إليك من الوعيد فإنني ... مما ألاقي لا أشد حزامي

وأنا المنبه بعد ما قد نوموا ... وأنا المعالن صفحة النوام

وأنا الذي عرفت معد فضله ... ونشدت عن حجر ابن أم قطام

وأنازل البطل الكريه نزاله ... وإذا أناضل لا تطيش سهامي

خالي ابن كبشة قد علمت مكانه ... وأبو يزيد ورهطه أعمامي

وإذا أذيت ببلدة ودعتها ... ولا أقيم بغير دار مقام

- ١٦ - وقال:

يا دار ماوية بالحائل ... فالسهب فالخبتين من عاقل

صم صداها وعفا رسمها ... واستعجمت عن منطق السائل

قولا لدودان عبيد العصا ... ما غركم بالأسد الباسل

قد قرت العينان من مالك ... ومن بني عمرو ومن كاهل

ومن بني غنم بن دودان إذ ... نقذف أعلاهم على السافل

نطعنهم سلكي ومخلوجة ... لفتك لأمين على نابل

إذ هن أقساط كرجل الدبى ... أو كقطا كاظمة الناهل

حتى تركناهم لدى معرك ... أرجلهم كالخشب الشائل

حلت لي الخمر وكنت امرأ ... عن شربها في شغل شاغل

فاليوم أسقى غير مستحقب ... إثماً من الله ولا واغل

- ١٧ - وقال:

رب رام من بني ثعل ... مثلج كفيه في قتره

عارض زوراء من نشم ... غير باناة على وتره

قد أتته الوحش واردة ... فتنحى النزع في يسره

فرماها في فرائصها ... بإزاء الحوض أو عقره

برهيش من كنانته ... كتلظي الجمر في شرره

راشه من ريش ناهضة ... ثم أمهاه على حجره

فهو لا تنمى رميته ... ماله لا عد من نفره

مطعم للصيد ليس له ... غيرها كسب على كبره

وخليل قد أفارقه ... ثم لا أبكي على أثره

وابن عم قد تركت له ... صفو ماء الحوض عن كدره

وحديث الركب يوم هنا ... وحديث ما على قصره

- ١٨ - وقال:

يا هند لا تنكحي بوهة ... عليه عقيقته أحسبا

مرسعة بين أرساغه ... به عسم يبتغي أرنبا

ليجعل في رجله كعبها ... حذار المنية أن يعطبا

ولست بخزرافة في القعود ... ولست بطياخة أحدبا

ولست بذي رثية إفر ... إذا قيد مستكرهاً أصحبا

وقالت بنفسي شباب له ... ولمته قبل أن يشجبا

وإذ هي سوداء مثل الفحيم ... تغشى المطانب والمنكبا

- ١٩ - وقال في قتل شرحبيل بن عمرو بن حجر عمه ويهجو البراجم من بني تميم ويربوعاً ودارما:

ألا قبح الله البراجم كلها ... وجدع يربوعاً وعفر دارما

وآثر بالملحاة آل مجاشع ... رقاب إماء يقتنين المفارما

فما قاتلوا عن ربهم وربيبهم ... ولا آذنوا جاراً فيظفر سالما

وما فعلوا فعل العوير بجاره ... لدى باب هند إذ تجرد قائما

- ٢٠ - وقال يمدح العوير بن شجنة وقؤمة بني عوف:

إن بني عوف ابتنوا حسبا ... ضيعه الدخللون إذ غدروا

إدوا إلى جارهم خفارته ... ولم يضع بالمغيب من نصروا

لم يفعلوا فعل آل حنظلة ... إنهم جير بئس ما ائتمروا

لا حميري وفي ولا عدس ... ولا أست عير يحكها النفر

لكن عوير وفي بذمته ... لا عور شانه ولا قصر

- ٢١ - وقال حين بلغه أن بني أسد قتلت أباه:

تالله لا يذهب سيخي باطلا

حتى أبير مالكاً وكاهلا

القاتلين الملك الحلاحلا

<<  <   >  >>