بل اذكرن خير قبس كلها حسباً ... وخيرها نائلاً وخيرها خلقا
القائد الخيل منكوباً دوابرها ... قد أحكمت حكمات القد والأبقا
غزت سماناً فآبت ضمرا خدجا ... من بعد ما جنبوها بدناً عققا
حتى يئوب بها عوجاً معطلة ... تشكو الدوابر والأنساء والصفقا
يطلب شأو امرأين قدما حسنا ... نالا الملوك وبذا هذه السوقا
هو الجواد فإن يلحق بشأوهما ... على تكاليفه فمثله لحقا
أو يسبقاه على ما كان من مهل ... فمثل ما قدما من صالح سبقا
أغر أبيض فياض يفكك عن ... أيدي العناة وعن أعناقها الربقا
وذاك أحزمهم رأياً إذا نب ... أمن الحوادث عادى الناس أو طرقا
فضل الجياد على الخيل البطاء فلا ... يعطى بذلك ممنوناً لا نزقا
قد جعل المبتغون الخير في هرم ... والسائلون إلى أبوابه طرقا
وليس مانع ذي قربى وذي رحم ... يوماً ولا معدما من خابط ورقا
إن تلق يوماً على علاته هرما ... تلق السماحة منه والندى خلقا
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما كدب الليث عن أقرانه صدقا
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
هذا وليس كمن يعيا بخطته ... وسط الندى إذا ما ناطق نطقا
لو نال حي من الدنيا بمنزلة ... أفق السماء لنالت كفه الأفقا
- ٥ - وقال أيضاً:
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا ... وزودك اشتياقاً أية سلكوا
رد القيان جمال الحي فاحتملوا ... إلى الظهيرة أمر بينهم لبك
ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم ... تخالج الأمر إن الأمر مشترك
ضحوا قليلاً قفا كتبان أسنمة ... ومنهم بالقسوميات معترك
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم ... ماء بشرقي سلمى قيد أوركك
يغشى الحداة بهم وعث الكثيب كما ... يغشى السفائن موج اللجة العرك
هل تبلغني أذني دراهم قلص ... يزحى أوائلها التبغيل والرتك
مقورة تتبارى لا شوار لها ... إلا القطوع على الأنساع والورك
مثل النعام إذا هيجتها ارتفعت ... على الواجب بيض بينها الشرك
وقد أروح أمام الحي مقتنصاً ... قمراً مراتعها القيعان والنبك
وصاحبي وردة نهد مراكلها ... جرداء لا فحج فيها ولا صكك
مرا كفاتاً إذا ما الماء أسهلها ... حتى إذا ضربت بالسوط تبترك
كأنها من قطا الأجباب حلأها ... ورد وأفرد عنها أختها الشرك
جونية كحصاة القسم مرتعها ... بالسي ما تنبت القفعاء والحسك
أهوى لها أسفع الخدين مطرق ... ريش القوادم لم ينصب له السبك
لا شيء أسرع منها وهي طيبة ... نفساً بما سوف ينجيها وتترك
دون السماء وفرق الأرض قدرهما ... عند الذنابى، فلا فوت ولا درك
عند الذنابي لها صوت وأزملة ... يكاد يخطفها طوراً وتهتلك
حتى إذا هوت كف الغلام لها ... طارت وفي كفه من ريشها بتك
ثم استمرت إلى الوادي فألجأها ... منه وقد طمع الأظفار والحنك
حتى استغاثت بماء لا رشاء له ... من الأباطح في حافاته البرك
مكلل بأصول النبت تنسجه ... ريح خريق لضاحي مائه حبك
كما استغاث بسيء فز غيطلة ... خاف العيون فلم ينظر به الحشك
فزل عنها وأوفى رأس مرقبة ... كمنصب العتر دمى رأسه النسك
هلا سألت بني الصيداء كلهم ... بأي حبل جوار كنت أمتسك
فلن يقولوا بحبل واهن خلق ... لو كان قومك في أسبابه هلكوا
يا حار لا أرمين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك
فاردد يساراً لا تعف علي ولا ... تمعك بعرضك إن الغادر المعك
ولا تكونن كأقوام علمتهم ... يلوون ما عندهم حتى إذا نهكوا
طابت نفوسهم عن حق خصمهم ... مخافة الشر فارتدوا لما تركوا
تعلمن ها "لعمر الله" ذا قسما ... فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك
لئن حللت بجو في بني أسد ... في دين غمرو وحالت بيننا فدك
ليأتينك مني منطق قذع ... باق كما دنس القبطية الودك
- ٦ - وقال أيضاً: