وأجمع أمراً كان ما بعده له ... وكان إذا ما اخلولج الأمر ماضيا
- ١٨ - وقال زهير أيضاً لأم ولده كعب:
قالت أم كعب لا تزرني ... فلا والله مالك من مزار
رأيتك عبتني وصددت عني ... فكيف عليك صبري واصطباري
فلم أفسد بنبك ولم أقرب ... إليك من الملمات الكبار
أقيمي أم كعب واطمئني ... فإنك ما أقمت بخير دار
- ١٩ - وقال زهير يمدح هرم بن سنان أيضاً عن أبي عمرو المفضل:
خشيت دياراً بالبقيع فثهمد ... دوارس قد أقوين من أم معبد
أربت بها الأرواح كل عشية ... فلم يبق إلا آل خيم منضد
وغير ثلاث كالحمام خوالد ... وهاب محيل هامد متلبد
فلما رأيت أنها لا تجيبني ... نهضت إلى وجناء كالفحل جلعد
جمالية لم يبق سيري ورحلتي ... على ظهرها من نيها غير محفد
متى ما تكلفها مآبة منهل ... فتستعف أو تنهك إليه فتجهد
برده ولما يخرج السوط شأوها ... مروحاً جنوح الليل ناجية الغد
كهمك إن تجهد تجدها نجيحة ... صبوراً وإن تسترخ عنها تزيد
وتنضح ذفراها بجون كأنه ... عصيم كحيل في المراجل معقد
وتلوى بربان العسيب تمره ... على فرج محروم الشراب مجدد
تبادر أغوال العشي وتاتقي ... علالة ملوي من القد مخصد
كخنساء سفعاء الملاطم حرة ... مسافرة مزؤودة أم فرقد
غدت بسلاح مثله يتقى به ... ويؤمن جأش الخائف المتوحد
وسامعتين تعرف العتق فيهما ... إلى جذر مدلوك الكعوب محدد
وناظرتين تطرحان قذاهما ... كأنهما مكحولتان بإثمد
طباها ضحاء أو خلاء فحالفت ... إلي السباع في كناس ومرقد
أضاعت فلم تغفر لها خلونها ... فلاقت بياناً عند آخر معهد
دماً عند شلو تخجل الطير حوله ... وبضع لحام في إهاب مقدد
وتنفض عنها غيب كل خميلة ... ونخشى رماة الغوث من كل مرصد
فجالت على وحشيها وكأنها ... مسربلة في رزاقى معضد
ولم تدر وشك البين حتى رأتهم ... وقد قعدوا أنفاقها كل مقعد
وثاروا بها من جانبيها كليهما ... وحالت وإن تجشمنها الشد تجهد
تبذ الألى يأتينها من ورائها ... وإن تتقدمها السوابق تصطد
فأنقذها من غمرة الموت أنها ... رأت أنها إن تنظر النبل تقصد
نجاء مجد ليس فيه وتيرة ... وتذيبها عنها بأسحم مذود
وجدت فألقت بينهن وبينها ... غباراً كما فارت دواخن غرقد
بملتئمات كالخذاريف قوبلت ... إلى جوشن خاطى الطريقة مسند
إلى هرم تهجيرها ووسيجها ... تروح من الليل التمام وتغتدي
إلى هرم سارت ثلاثاً من اللوى ... فنعم مسير الواثق المتعمد
سواء عليه أي حين أتيته ... أساعة نحس يتقي أم بأسعد
أليس بضراب الكماة بسيفه ... وفكاك أغلال الأسير المقيد
كليث أبي شبلين يحمي عرينه ... إذا هو لاقى نجدة لم يعرد
ومدره حرب حميها يتقى به ... شديد الرجام باللسان وباليد
وثقل على الأعداء لا يضونه ... وحمال أثقال ومأوى المطرد
أليس بفياض يداه عمامة ... ثمال اليتامى في السنين محمد
إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية ... من المجد من يسبق إليها يسود
سبقت إليها كل طلق مبرز ... سبوق إلى الغايات غير مجلد
كفضل جواد الخيل يسبق عفوه ال ... راع وإن يجهدن يجهد ويبعد
تقي نقي لم يكثر غنيمة ... بنهكة ذي القربى ولا بحقلد
سوى ربع لم يأت فيه مخونة ... ولا رهقاً من عائذ متهود
يطيب له أو افتراض بسيفه ... على دهش في عارض متوقد
فلو كان حمد يخلد الناس لم تمت ... ولكن حمد الناس ليس بمخلد
ولكن منه باقيات وراثة ... فأورث بنيك بعضها وتزود
تزود إلى يوم الممات فإنه ... ولو كرهته النفس آخر موعد
- ٢٠ - وقال يمدح سنان بن أبي حارثة:
أمن آل ليلى عرفت الطلولا ... بذي حرض ماثلات مثولا
بلين وتحسب آياته ... ن عن فرط حولين رقاً محيلا
إليك سنان الغداة الرحي ... ل أعصى النهاة وأمضى الفئولا