وكل طوالة وأقب نهد ... مراً كلها من النعداء جون
تصمر بالأصائل كل يوم ... تسن على سنابكها القرون
وكانت تشتكي الأضغان منها ال ... لجون الخب واللحج الحرون
وخرجها صوارخ كل يوم ... فقد جعلت عرائكها تلين
وعزتها كواهلها وكلت ... سنابكها وقدحت العيون
إذا رفع السياط لها تمطت ... وذلك من علالتها متين
ومرجعها إذا نحن انقلبنا ... نسيف البقل واللبن الحقين
فقري في بلادك إن قوماً ... متى يدعوا بلادهم يهونوا
أو انتجعي سناناً حيث أمسى ... فإن الغيث منتجع معين
متى تأتيه تأتي لج بحر ... تقاذف في غواربه السفين
له لقب لباغي الخير سهل ... وكيد حين تبلوه متين
- ١٤ - وقال أيضاً:
رأيت بني آل امرئ القيس أصفقوا ... علينا وقالوا: إننا نحن أكثر
سليم بن منصور وأفناه عامر ... وسعد بن بكر والنصور وأعصر
خذوا حظكم يا آل عكرم واذكروا ... أواصرنا والرحم بالغيب تذكر
خذوا حظكم من ودنا إن قربنا ... إذا ضرستنا الحرب نار تسعر
وإنا وإياكم إلى ما تسومكم ... لمثلان أو أنتم إلى الصلح أفقر
إذا ما سمعنا صارخاً معجت بنا ... إلى صوته ورق المراكل ضمر
وإن شل ريعان الجميع مخافة ... نقول جهاراً ويلكم لا تنفروا
على رسلكم إنا سنعدي وراءكم ... فتمنعكم أرماحنا أو سنعذر
وإلا فإنا بالشر به فاللوى ... نعقر أمات الرباع ونيسر
- ١٥ - وقال أيضاً:
لعمرك والخطوب مغيرات ... وفي طول المعاشرة التقالي
لقد باليت مظعن أم أوفى ... ولكن أم أوفى لا تبالي
- ١٦ - وقال أيضاً:
إن الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت
إن الركاب لتبتغي ذا مرة ... بجنوب نخل إذا الشهور أحلت
ينعون خير الناس عند كريهة ... عظمت رزيتهم هناك وجلت
ولنعم حشو الدرع كان إذا سطا ... نهلت من العلق الرماح وعلت
- ١٧ - وقال زهير أيضاً:
ألا ليت شعري هل ترى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أن الله حق فزادني ... إلى الحق تقوى الله ما كان باديا
بدا لي أن الناس تفنى نفوسهم ... وأموالهم ولا أرى الدهر فانيا
وإني متى أهبط من الأرض تلعة ... أجد أثراً قبلي جديداً وعافيا
أراني إذا ما بت بت على هوى ... وأني إذا أصبحت أصبحت غاديا
إلى حفرة أهدى إليها مقيمة ... يحث إليها سائق من ورائيا
كأني وقد خلفت تسعين حجة ... خلعت بها عن منكبي ردائيا
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابقي شيء إذا كان جاثيا
أراني إذا ما شئت لاقيت آية ... تذكرني بعض الذي كنت ناسيا
وما إن أرى نفسي تقيها كريهتي ... وما إن تقي نفسي كرائم ماليا
ألا لا أرى على الحوادث باقيا ... ولا خالداً إلا الجبال الرواسيا
وإلا السماء والبلاد وربنا ... وأيامنا معدودة واللياليا
ألم تر أن الله أهلك تبعاً ... وأهلك لقمان بن عاد وعاديا
وأهلك ذا القرنين من قبل ما ترى ... وفرعون جباراً طغى والنجاشيا
ألا لا أرى ذا أمة أصبحت به ... فتتركه الأيام وهي كما هيا
ألم تر للعمان كان بنجوة ... من الشر لو أن امرأ كان ناجيا
فغير منه ملك عشرين حجة ... من الدهر يوم واحد كان غاويا
لم أر مسلوباً له مثل ملكه ... أقل صديقاً باذلاً أو مؤاسيا
فأين الذين كان يغطى جياده ... بأرسائهن والحسان الغواليا
وأين الذين كان يعطيهم القرى ... بغلاتهن والمئين الغواديا
وأين الذين يحضرون جفانه ... إذا قدمت ألقوا عليها المراسيا
رأيتهم لم يشركوا بنفوسهم ... منيته لما رأوا أنها هيا
خلا أن حياً من رواحة حافظوا ... وكانوا أناساً يتقون المخازيا
فساروا له حتى أناخوا ببابه ... كرام المطايا والهجان المتاليا
فقال لهم خيراً وأثنى عليهم ... وودعهم وداع أن لا تلاقيا