وَيَتْلُو مَا رُوِيَ عَن ابْن عمر فِي الشدَّة مَا يروي عَن ابْن سِيرِين من قَوْله لمَوْلَاهُ برد لَا تكذب عَليّ كَمَا كذب عِكْرِمَة على ابْن عَبَّاس وَقد عرفت ان كذب قد يكون بِمَعْنى أهخطأ
وَقَالَ بعض الْعلمَاء كَانَ عِكْرِمَة رُبمَا سمع الحَدِيث من رجلَيْنِ فَيحدث بِهِ عَن احدهما تَارَة وَعَن الآخر تَارَة أُخْرَى فَرُبمَا قَالُوا مَا أكذبه فَرُبمَا قَالُوا مَا أكذبه وه صَادِق
وَأما طعن مَالك فِيهِ فقد بَين سَببه أَبُو حَاتِم قَالَ ابْن أبي حَاتِم سَأَلت أبي عَن عِكْرِمَة فَقَالَ ثِقَة قلت يحْتَج بحَديثه قَالَ نعم إِذا روى عَنهُ الثِّقَات وَالَّذِي أنكر عَلَيْهِ بِهِ مَالك إِنَّمَا هُوَ بِسَبَب رَأْيه
على انه لم يثبت عَنهُ من وَجه قَاطع أَنه كَانَ يرى ذَلِك وَغنما كَانَ يوافقهم فِي بعض الْمسَائِل فنسبوه إِلَيْهِم وَقد برأه أَحْمد وَالْعجلِي من ذَلِك
وَقَالَ ابْن جرير لَو كَانَ كل من ادعِي عَلَيْهِ مَذْهَب من الْمذَاهب الرَّديئَة ثَبت عَلَيْهِ مَا ادعِي بِهِ وَسَقَطت عَدَالَته وَبَطلَت شَهَادَته بذلك للَزِمَ ترك أَكثر محدثي الْأَمْصَار لِأَنَّهُ مَا مِنْهُم إِلَّا وَقد نسبه قوم إِلَى مَا يرغب بِهِ عَنهُ
وَأما ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ من أهل عصره وَمِمَّنْ بعدهمْ فكثير قَالَ الشّعبِيّ مَا بَقِي أحد اعْلَم بِكِتَاب الله من عِكْرِمَة وَقَالَ جرير عَن مُغيرَة قيل لسَعِيد بن جُبَير تعلم أحدا أعلم مِنْك قَالَ نعم عِكْرِمَة وَقَالَ حبيب بن الشَّهِيد كنت عِنْد عَمْرو بن دِينَار فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت مثل عِكْرِمَة قطّ
وَحكى البُخَارِيّ عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ أَعْطَانِي جَابر بن زيد صحيفَة فِيهَا مسَائِل عَن عِكْرِمَة فَجعلت كَأَنِّي أتبطأ فانتزعها من يَدي وَقَالَ هَذَا عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس هَذَا أعلم النَّاس وَقَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ أحد من أَصْحَابنَا إِلَّا احْتج بِعِكْرِمَةَ