للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. نَحْو السَّمَوَات العلى لَيْلًا على ... ظهر الْبراق فنال مَا لم يحصرا

وَلَقَد رأى رب الْعباد بِعَيْنِه ... تالله مَا هَذَا حَدِيث يفترى

من حَيْثُ لَا جِهَة وَلَا ايْنَ وَقد ... جَاءَ الحَدِيث بِصدق ذَلِك مخبرا

أوحى إِلَيْهِ الله مَا أوحى وَقد ... وافا لمضجعه وَقد حمد السرى

الله أكبر يَا لَهَا من رُتْبَة ... مَا نالها أحد سواهُ إِذا ترى

الله أكبر يَا لَهَا من مزة ... قد خصها الْمولى الحبيب الأكبرا

فليهنأ مَا قد رأى من ربه ... وليهننا من فَضله مَا قد نرى

الله اكرمه بِوَحْي منزل ... فاتاه جِبْرِيل الْأمين على حرا

فَدَعَا إِلَى سبل النجَاة مبشراً ... وَعَن الغواية قد نَهَانَا منذرا

ختمت شَرِيعَته الشَّرَائِع كلهَا ... اذ كَانَ فِي أم الْكتاب مصدرا

كم معجزات مُحكم آياتها ... كم بَيِّنَات باهرات للورى

مزمل مدثر اسماؤه ... أكْرم بِهِ مزملا مدثرا

اني إِذا مارست مدح الْمُصْطَفى ... فَأَنا الْخَطِيب وَقد عَلَوْت المنبرا

واذا نظمت قلائداً فِي مدحه ... تالله مَا نظمت إِلَّا جوهراً

اَوْ مَا رَأَيْت الْمسك وَهُوَ مضرج ... لما أتيت بِمَا يفوق العنبرا

هَا قد وجدت حلاوة فِي مطمعي ... ذوقوا فمي تَجدوا حلاه سكرا

وكذاك فِي شمي وجدت طلاوة ... عرفا تأرجه يفوق العبهرا

وكذاك فِي سَمْعِي وجدت لذاذة ... لما سَمِعت حَدِيثه مُسْتَبْشِرًا

وكذاك فِي بَصرِي رَأَيْت بَصِيرَة ... لما نقاب الْحجب عني أسفرا

وكذاك فِي لمسي شهِدت تَفَاوتا ... مذ لامست كفاي هاتيك الثرى

هذي الظَّوَاهِر والبواطن مثلهَا ... إِن شَاءَ رَبِّي قطّ لَا يستكثرا

فِي جنب مدحته وَفضل جنابه ... ذَا هَين وَالله يُعْطي أكثرا

ولسوف يُعْطي فِي الْقِيَامَة مثل مَا ... أعطَاهُ فِي الدُّنْيَا وَمَا لم يحصرا

يَا رب الْمُخْتَار طه جد لنا ... بِالْعَفو مِنْك وهب لنا خير القوى

فبه توسلنا إِلَيْك وَمن يكن ... طه وسيلته نفقد نَالَ الكرا

يَا سيد الشفعآء دينك ملتي ... وَعَلِيهِ أرجوا أَن أُوَسَّد فِي الثرى

وَأجِيب عَنهُ بِفضل رَبِّي ثَانِيًا ... وَعَلِيهِ أَرْجُو أَن أقوم وأحشرا

يَا سَيِّدي فاشفع لعبد مذنب ... ركب الذُّنُوب مفرطا ومقصرا ...

<<  <   >  >>