.. خطرت فَقَامَ الْغُصْن يلثم اثرها ... ورنت فظل الظبي مِنْهَا أحورا
وَلَقَد نظرت إِلَى الرياض وَجههَا ... فَرَأَيْت طلعتها البهية أنضرا
أندى على الأكباد من قطر الندى ... إِن قطرت ذَاك اللمي لي قطرا
وعبابها أشهى إليّ من المنى ... وألذ فِي الأجفان من سنة الْكرَى
وَلَقَد حمت عني سلافة رِيقهَا ... ظنا بِأَنِّي لَا أحب المسكرا
من قَالَ إِن سلاف فِيك محرم ... يَا منيتي مَا قَالَ إِلَّا مُنْكرا
رامت تصيد حشاشتي قلت لَهَا ... فالصيد كل الصَّيْد فِي جَوف الفرا
شهرت سيوف لحاظها تنعي الحشا ... فسعى إِلَيْهَا بالدماء مشهرا
صدت والوت عَن محب صَادِق ... مَا كَانَ صدك لي حَدِيثا يفترى
وَلَقَد سرت لي من حماها نسمَة ... فنشقتها ودرى الفؤادبما درى
ويلاه مَا أذكى عبير ترابها ... قد فاق كل الطّيب حَتَّى العنبرا
يَا دارها مَا أَنْت إِلَّا جنَّة ... يَا رِيقهَا مَا أَنْت إِلَّا كوثرا
يَا لَفظهَا يَا ثغرها يَا نحرها ... مَا أَنْت يَا ذَا العقد إِلَّا جوهرا
ساومت مبسمها بَدْرًا مدامعي ... ان يَشْتَرِي درا فَهَذَا الْمُشْتَرى
لَكِن رَأَيْت الدَّهْر غير مساعد ... وَرَأَيْت مِنْهُ مَا لعقلي ابهرا
صبرا لهَذَا الدَّهْر فِي تصريفه ... صبرا على مَا فِي فُؤَادِي اسعرا
اني لأصبر والخطوب جليلة ... وعَلى العظائم كلهَا لن يصبرا
وَإِذا عرتني فِي الْأُمُور ملمة ... أَو كربَة مَالِي سوى خير الورى
طه أجل الْأَنْبِيَاء امامهم ... من فاق كل الْمُسلمين بِلَا مرا
الحامد الْمَحْمُود اكرم مُرْسل ... وَهُوَ المشفع إِذْ يروم المحشرا
وَله الشَّفَاعَة فِي الْخَلَائق كلهم ... فصل القضا واجل مِنْهُ واكبرا
وَله الْوَسِيلَة وَهِي أَعلَى رُتْبَة ... وَلَو اللوا اعظم بذلك مفخرا
كل الْخَلَائق تَحت ظلّ لوائه ... أكْرم بعسكره المكرم عسكرا
للعرض باتوا وَالْوُجُوه منيرة ... كلا ترَاهُ مهللا ومكإسرا
ان مسهم ظماء فحوض الْمُصْطَفى ... يردون مِنْهُ فِي الْقِيَامَة كوثرا
يَا أمة الْمُخْتَار شرفتم بِهِ ... وعلوتم أمما وكنتم أخيرا
فَالْحَمْد لله الَّذِي قد خصنا ... بِنَبِيِّهِ وحبيبه خير الورى
هُوَ أَحْمد وَمُحَمّد وَله لوا ... الْحَمد مَحْمُود الْمقَام وَقد سرا ...