للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توفّي الْعَلامَة الْكَبِير مفتي مَدِينَة زبيد وعالمها شيخ الْإِسْلَام مُفِيد الطالبين كَمَال الدّين مُوسَى بن زين العابدين بن أَحْمد بن أبي بكر الرداد الْبكْرِيّ الصديقي الشَّافِعِي الجهبذ الْمُحَقق المصقع المدقق شَافِعِيّ زَمَانه وَرَئِيس أقرانه علما وَعَملا

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى بحراً من بحار الْعلم وجبلاً من جبال الدّين لَهُ الْقدَم الراسخ فِي الْمَذْهَب والباع الطَّوِيل فِي كل مشرب نهد إِلَيْهِ الطالبون وَرغب فِي الْأَخْذ عَنهُ الراغبون تفقه بِالْقَاضِي الْعَلامَة شيخ مَشَايِخ الْإِسْلَام الطّيب النَّاشِرِيّ وَصدر الْعلمَاء المبرزين عمر الْفَتى وَالشَّمْس عَليّ بن مُحَمَّد الشَّرْعِيّ وَنجم الدّين يُوسُف الْمقري الجبائي

روى فقه الشَّافِعِي من طرق الْعِرَاقِيّين والمراوزة عَن الإِمَام عَليّ بن عطيف نزيل مَكَّة وَأهل طبقته ودرس وافتى وانتشر صيته فِي معرفَة الْخلاف والوفاق وطار طَائِر فَضله فِي جَمِيع الْآفَاق واعترف لَهُ الأكابر بِالْإِمَامَةِ وَقصد للْفَتْوَى من كل نجد وتهامة وتفقه بِهِ الجلة مِنْهُم ابْنه الْمُحَقق عَلامَة دهره ونادرة عصره الشَّيْخ فَخر الدّين أَبُو بكر وَأَبُو الْعَبَّاس الطبنداوي والفقيه عمر ابْن الْوَجِيه الدؤالي والزين النَّاشِرِيّ ويوسف بن النَّاصِر وَعِيسَى بن عطيفة وَغَيرهم وَله الجوابات الرائقة والبحوثات الفائقة والتفقهات الخارقة والمصنفات المقبولة والشروح المتداولة المنقولة فَمِنْهَا الْكَوْكَب الْوَقَّاد شرح الْإِرْشَاد فِي نَحْو أَربع وَعشْرين مجلداً كتاب جليل لم يصنف مثله فِي كَثْرَة الْجمع والفوائد وَله شرح صَغِير على الْإِرْشَاد أَيْضا لكنه لم يظْهر لَكِن قَالَ الْفَقِيه الْعَلامَة أَبُو المكارم مفتي الْإِسْلَام أَحْمد بن مُحَمَّد الجابري الزبيدِيّ رحم الله روحه وقفت على بعض مِنْهُ فِي نَاحيَة الْجَبَل جِهَة المخلاف انْتهى

وَكَثِيرًا مَا ينْقل عَنهُ وَلَده فَخر الدّين فَيَقُول قَالَ شَيخنَا فِي شرح الْإِرْشَاد الصَّغِير وَرَأَيْت بِخَط الشَّيْخ الْعَلامَة عبد السَّلَام بن شيخ الْإِسْلَام عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد ان المُرَاد بالشرح الصَّغِير مسودة الْكَبِير انْتهى

وَله أَيْضا فَتَاوَى جمعهَا وَلَده الْمَذْكُور ورتبها ترتيباً حسنا وَزَاد عَلَيْهَا بِزِيَادَة لَا غنى عَنْهَا

<<  <   >  >>