قَالَ الْعَلامَة مفتي الْوَقْت أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن النَّاشِرِيّ أبقاه الله تَعَالَى اتّفق لصَاحب التَّرْجَمَة مَا لم يتَّفق لأحد قبله بمحارث الْوَادي زبيد وَذَلِكَ أَنه زرع الْبر فِي أرضه واستغله وحرث غَيره فَلم يتم لَهُ ذَلِك وَكَانَ قوته فِي غَالب الْأَحْوَال اللوز وَالْعَسَل قَالَ وَمن جسام نعم الله عَلَيْهِ أَنه مكث أَرْبَعِينَ سنة مَا رزء فِي أحد من بَيته وَلم يخرج من بَيته بِجنَازَة بل الله ثراه بوابل الغفران والرضوان
وفيهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر شهر ربيع الآخر توفّي الْفَقِيه الْكَبِير الصَّالح تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر جغمان بِبَيْت الْفَقِيه ابْن عجيل
وفيهَا فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة توفّي الشهَاب أَحْمد ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زُهَيْر الرَّمْلِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمقري الشَّاعِر إِمَام مَقْصُورَة جَامع بني أُميَّة بِدِمَشْق وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَكَانَ مولده فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالرملة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى دمشق وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشاطبيتين والدرة فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث لِابْنِ الْجَزرِي وَعرض على جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو زرْعَة الْمَقْدِسِي وَابْن عمرَان وخطاب وَعمر الطَّيِّبِيّ والزين الهيتمي وجعفر بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وتميز فِيهَا وَولي مشيخة الاقراء بِجَامِع بني أُميَّة وبدار الحَدِيث الأشرفية وبتربة الأشرفية بعد خطاب وبتربة أم الصَّالح بعد البقاعي وَكَانَ لَازمه حِين اقامته بِدِمَشْق حَتَّى أَخذ عَنهُ فِي الفية الحَدِيث وَغَيرهَا وعادى أهل بَلَده أَو الْكثير مِنْهُم بِسَبَبِهِ وَكَذَا لَازم خطابا فِي الْفِقْه والعربية وَالْعرُوض وَغَيرهَا قِرَاءَة وسماعا وَالشَّمْس بن حَامِد فِي الْفِقْه واطراه فِيهِ والنجم ابْن قَاضِي عجلون فِي آخَرين كالعبادي والبكري بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ الْمُخْتَصر قِرَاءَة والمطول سَمَاعا عَن ملازاده السَّمرقَنْدِي وَكَذَا أَخذ عَنهُ العقائد وَبَعض شرح المواقف وتكرر قدومه الْقَاهِرَة
كَذَا ذكره السخاوي فِي تَرْجَمته قَالَ وقصدني فِي بعض قدماته وَأخذ عني وأنشدني قصيدة من نظمه امتدح بهَا الخضيري وَكَانَ نَائِبه فِي