للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وعَلى جرير نجر مطرف تيهنا ... ومهلهلا ينديه نسيح مهلهلا

وَلَئِن تبنا ابْن الْحُسَيْن فانني ... سأكون فِي تِلْكَ الصِّنَاعَة مُرْسلا

أظننت أَن الشّعْر يصعب صوغه ... عِنْدِي وَقد أضحى لدي مذللاً

أبدي العجاب إِذا برزت مفاخراً ... أَو مادحاً للْقَوْم أَو متغزلا

لكنني رجل أصون بضاعتي ... عَمَّن يساوم بخسها مبتذلا

وَأرى من الجرم الْعَظِيم خريدة ... حسنا تهدى للئيم وتجتلا

مَا كنت أَحسب عقرباً تَحْتك بالأفعى ... وَلَا هيفا يزاحم بزلا

وَأَنا الْغَرِيب وَأَنت ذَاك وبيننا ... رحم يحِق لمثلهَا أَن توصلا ...

وَلَقَد أَجَاد فِيهَا كل الإجادة وَللَّه دره وَلَا يبعد أَن براعته فِي الشّعْر لِمَعْنى ارثى من إِمَامه الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فقد حُكيَ عَنهُ من ذَلِك الْكثير وَكَانَ من فحول الشُّعَرَاء وَهُوَ الَّذِي يَقُول ... وَلَوْلَا الشّعْر بالعلماء يرزي ... لَكُنْت الْيَوْم أشعر من لبيد ...

فَائِدَة

ذكر الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ رَحمَه الله فِي كِتَابه مَنَاقِب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ قبل ذكر الْأَشْعَار المنقولة عَن الشَّافِعِي مُقَدّمَة وَهِي إِن انشاء الشّعْر وأنشاده غير مَذْمُوم وَالدَّلِيل عَلَيْهِ النَّص والمعقول

أما النَّص فَمَا رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أستنشد من شعر أُميَّة بن أبي الصَّلْت مائَة بَيت وَقَالَ أَن كَاد يسلم وأستنشد من أبي بكر رَضِي الله عَنهُ شعر قس بن سَاعِدَة وَهُوَ قَوْله شعر ... فِي الذاهبين الْأَوَّلين ... من الْقُرُون لنا بصائر

لما رَأَيْت مواردا للْمَوْت

لَيْسَ لَهَا مصَادر ...

وَقد تلفظ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بمصاريع من أَبْيَات لبيد مِنْهَا ... إِلَّا كل شَيْء مَا خلا الله بَاطِل ... وكل نعيم لَا محَالة زائل ...

وَمِنْهَا قَول طرفَة ... ستبدي لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوده ...

وَكَانَ الصّديق رَضِي الله عَنهُ حَاضرا فَقَالَ بِأبي أَنْت وَأمي لم يقل الْقَائِل كَذَلِك بل قَالَ {ويأتيك بالأخبار من لم تزَود}

<<  <   >  >>