للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَحكي انه مَاتَ بالسم وَالسَّبَب ذَلِك انه حظى عِنْد السُّلْطَان إِلَى غَايَة فحسده الوزراء على ذَلِك فَوَقع مِنْهُم مَا أوجب لَهُ الشَّهَادَة وناهيك بهَا من سَعَادَة وَمن أحسن مَا قيل فِيهِ هَذَا الدوبيت لبَعْضهِم يمدحه ... لأي الْمعَانِي زيدت الْقَاف فِي أسمكم ... وَمَا غيرت شَيْئا إِذا هِيَ تذكر

لانك بَحر الْعلم وَالْبَحْر شَأْنه ... اذا زيد فِيهِ الشىء لَا يتَغَيَّر ...

وَمثله قَول الآخر فِيهِ أَيْضا ... فَأَنت بَحر وقاف مَا لَهُ طرف ... مُحَمَّد أسمك الْمَعْرُوف مَوْصُوفا

سمي خير الْأَنَام الطَّاهِر من مضى ... يهناك يهناك هَذَا الْفَخر تَشْرِيفًا ...

وفيهَا توفّي الشهَاب أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله الْكِنَانِي الحوراني الْمقري الْحَنَفِيّ المغربي نزيل مَكَّة ببلدة غَزَّة وَدفن بهَا وَولد فِي حُدُود السِّتين وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَمجمع الْبَحْرين وطيبة النشر وَغَيرهمَا واشتغل بالقراءات وتميز فِيهَا وَفهم الْعَرَبيَّة وأشتغل فِيهَا وقطن مَكَّة على خير وانجماع مَعَ تحرز وتبجل كَذَا ذكره السخاوي قَالَ وَقد لازمني فِي الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة وكتبت لَهُ إجَازَة ووسمعته ينشدني نظمه شعر ... سَلام على دَار الْغرُور لِأَنَّهَا ... مكدرة لذاتها بالفجائع

فَإِن جمعت بَين المحبين سَاعَة ... فعما قَلِيل اردفت بالموانع ...

قَالَ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة من الْبَحْر فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وأنشدني من لَفظه قصيدتين فِي الْحَرِيق والسيل الْوَاقِع بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة وكتبهما لي بِخَطِّهِ وسافر لغزة لزيارة امهِ وَأَقْبل عَلَيْهِ جمَاعَة من اهلها

قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رَحمَه الله وَبعد الْمُؤلف اجْتمعت بِهِ فِي غَزَّة سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَهُوَ يعظ بهَا ويخطب نائبها بِجَامِع الْأَشْرَف قايتباي فِيهَا ويقرىء الْأَبْنَاء مَعَ فقره وفضله وَحسن نظمه وكتبت عَنهُ بعضه وَقَالَ لي أَنه اقام بِمَكَّة ثَلَاثَة عشر سنة وَتردد إِلَى الْمَدِينَة واليمن وزيلع وَأخذ عَن جمَاعَة فِيهَا وَفِي الْقَاهِرَة وَهُوَ مبارك متقشف نفع الله بِهِ

<<  <   >  >>