للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَبِك استنار وجود كل مكون ... واضاءت الأقطار والأمصار

علم تعين بِالنُّبُوَّةِ وَصفه ... من قبل آدم خصّه الْجَبَّار

فبآدم الْأَسْمَاء سمت وَلَك أق ... تضت ذَات الْمُسَمّى وَانْقَضَت أوطار

من قبل قبض تُرَاب طِينَة آدم ... حزت الفخار أفوق ذَاك فخار

مَا زلت تبني بالعلوم عوالم إِلَّا ... رواح فِي ذَاك الْمقَام بِحَيْثُ لَا يخْتَار

فظهرت عَن غيب الغيوب لحضرة ... فِيهَا اسْتَوَى الاعلان والاسرار

بطنت بِمَا ظَهرت وَقد ظَهرت ... بِمَا بطنت فواحدها بهَا قهار

صمدت حقائقها لحقك فَاقْتضى ... مِنْك الظُّهُور لخفائها اظهار

وتنزل الْأَمر العلى معدداً ... بمظاهر كملت بهَا الأدوار

حظيت بك الاملاك فِي ملكوتها ... ولعالم الجبروت مِنْك منار

وادار جودك فِي وجودك دورة ... ظَهرت بهَا الْأَسْمَاء والْآثَار

نسخت شريعتك الشَّرَائِع وانطوات ... فِي ضوء نور كتابك الْأَسْفَار

وخصصت بِالْقُرْآنِ ذكرا جَامعا ... من قَبضه تتفجر الْأَنْهَار

مِنْهُ عُلُوم الْأَوَّلين جَمِيعهَا ... والآخرين حباكها الْمُخْتَار

لولاك مَا علم العوالم عَالم ... كلا وَلَا طارت بِهِ الأطوار

كَانَت جَمِيع الكائنات كصورة ... الرّوح فِيهَا أَنْت يَا مُخْتَار

أَن البها وَالْملك والملكوت ... والجبروت أفلاك عَلَيْك تدار

بك سَار سر الرّوح فِي حضراته ... وتبهجت بحديثك الاسمار

من نورك الْأَنْوَار قد وجدت ... وَفِي إسرائك الْأَنْوَار والأسرار

وبقاب قوسين اسْتَوَت وتكملت ... فِي ذَلِك الْأَسْرَار والأنوار

لمقام أَو أدنى أَرَاك لوجهه ... رب العلى وحباك مَا تخْتَار

أوحى إِلَيْك بِذَاتِهِ وَصِفَاته ... كشفاً وَلَا حجب وَلَا أَسْتَار

شاهدت بِالنَّصِّ الْمُحَقق ذَاته ... لَا حد يحويه وَلَا مِقْدَار

من غير لَا جِهَة وَلَا كَيفَ وَلَا ... حجب تَعَالَى الْوَاحِد القهار

فرفلت فِي حلل الْبَقَاء مؤيداً ... بِالْحَقِّ كشفاً مَا عَلَيْهِ غُبَار

صلى السَّلَام عَلَيْك والآل الَّذِي ... آلو إِلَيْك فكلهم أبرار ...

وَله كَلَام عَال فِي التصوف وَهَذِه نبذة من الجوابات عَمَّا سُئِلَ من السؤلات بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لوَلِيّ الْحَمد حمداً لَا يحصره

<<  <   >  >>