للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَى الْمقَام الثَّانِي وتحققه رَضِي الله عَنهُ وخلوصه إِلَى الْمقَام الْأَفْضَل ووراثة الشَّيْخ أبي الْغَيْث لَهُ رَضِي الله عَن الْجَمِيع وَقد يكون ذَلِك لهَؤُلَاء الأكابر فِي يَوْم وَاحِد أَو أقل أَو أَكثر وَأما عِبَارَته بِالْإِرْثِ فَهُوَ من مطلع قَوْله تَعَالَى {وَأَنت خير الْوَارِثين} وَللَّه مِيرَاث السَّمَوَات وَالْأَرْض لَا من مَفْهُوم الارث الَّذِي مَاتَ مُوَرِثه أَو سيموت وَارثه تَعَالَى الله عَن ذَلِك وَعز جناب أهل الله عَن التطفل على مصطلحات الْغَيْر فَالْمَعْنى الَّذِي عبر الشَّيْخ آلهي وَهُوَ غير اللَّفْظَة الَّتِي تستعملها النَّاس فِي عرفهم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَتَحْقِيق الْأَمر النّظر فِي الشَّيْء الْمَوْرُوث إِن كَانَ مفارقاً للروح كالأموال على أختلاف أجناسها فَيلْزم عَلَيْهِ مَا قَالَه المُصَنّف من شَرط موت الْمَوْرُوث وَإِن كَانَ الْمَوْرُوث من الْأَحْوَال والمقامات والأسرار والعلوم الَّتِي تتصف بِهِ الرّوح ويشرق بهَا ضِيَاء الْعلم وتتجلى بهَا النَّفس الناطقة فَهِيَ كمالات للنَّفس وصفات للروح لَا تفارق الْمَوْصُوف بهَا والمتحقق بحقائقها والمتخلق بأوصافها فَلَا يَصح الشَّرْط الْمُقدر فَالْأَمْر كَمَا تقرر وَالله الْمُوفق الْهَادِي وَقد اقتصرنا من كَلَامه الرفيع فِي هَذَا المهيع الوسيع على هَذَا الْقدر الْيَسِير ايثاراً للاختصار

وَأما خوارقه وكشفه وتصرفه فِي الموجودات فقد حفظ اخواننا من أَصْحَابه من ذَلِك كُله كثيرا وَللَّه در من يَقُول ... واصلتم الْكَلم بِقطع الْكَلَام ... على حَياتِي وَهِي أَنْتُم سَلام

الغيتم ذكري ضناً بِهِ ... ذكرْتُمْ فِي الْكَاتِبين الْكِرَام

أما كفي الْبَين عذَابا ... فَلم شهرتم سيف الجفا يَا سَلام

ظلمتموني وتظلمتم ... يارب لَا واخذت أهل الأثام

بخلت يَا دهر مَا تَسْتَحي ... وحاتم بالجود اعدى اللئام

هلا تأدبت بآدابه ... أما تعلمت فعال الْكِرَام

فَلَو كتبنَا الِاسْم مِنْهُ على ... صَخْر لَسَالَ الصخر بالانسجام

وَلَو دَعونَا باسمه مَيتا ... قَامَ وَإِن كَانَ رفاتاً عِظَام ...

<<  <   >  >>