للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرثهما وترثني أَنْت وَهَذِه الْحِكَايَة تَقْتَضِي مَوْتهمَا قبل الأهدل

وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عبد الله مَا يدل على موت الاهدل أَولا قبل الشَّيْخ والفقيه وَالَّذِي يظْهر أَن الصَّحِيح وَفَاة الاهدل قبل وفاتهما وَيحمل قَوْله ارثهما أَنا وترثني أَنْت فِي هَذِه الْحِكَايَة على أَنه يبلغ مثل مرتبتهما وَإِن كَانَ فِي الْحَيَاة وَيكون ذَلِك فِي طَرِيق التَّجَوُّز فِي الْعِبَادَة وَإِن كَانَ حَقِيقَة الوراثة انما يكون بعد الْمَوْت

فَلَمَّا وقف مَوْلَانَا السَّيِّد حَاتِم بن أَحْمد أهدل على هَذَا القَوْل كتب فَوْقهَا بِخَطِّهِ الشريف فَائِدَة فِيهَا تأنيس وتفهيم

وَذكر الشَّيْخ الْكَبِير الْأَكْبَر فِي فتوحاته وَفِي فصوصه ان الشَّيْخ القطب الْكَبِير أَبَا السُّعُود ابْن الشبل صَاحب سَيِّدي الشَّيْخ القطب الْأَكْبَر مُحي الدّين عبد القاهر الجيلاني أَنه قَالَ اعطيت التَّصَرُّف مُنْذُ كَذَا وَكَذَا سنة فتركته نظر فانه يُشِير إِلَى مقَام الْخلَافَة وَهِي البرزخية الْكُبْرَى وصاحبها وَاسِطَة بَين الْحق والخلق وَالْمقَام الَّذِي أَثَره الشَّيْخ السُّعُود مقَام الفردية وَهِي أخص وأشرف من الْمقَام الأول لتحَقّق صَاحبهَا بالعبودية الْمَحْضَة ومقام الْخلَافَة لَا بُد فِيهِ من رَائِحَة الربوبية إِلَّا من عصمَة الله تَعَالَى فَإِنَّهُ حصل وَجَاز إِلَى الْمقَام الثَّانِي الَّذِي هُوَ مقَام الفردية ايثاراً لجناب الْحق أَعْطَاهُم ذَلِك كَمَال الْمعرفَة بالبواطن

وسادتنا الْمشَار إِلَيْهِم تحققوا بالْمقَام وخلصوا إِلَى مقَام الختام وَهُوَ رُؤْيَة الْأَحَد الْمَوْصُوف بالجلال والاكرام فَافْهَم

حكى الْقشيرِي فِي بعض كتبه أَن أَبَا يزِيد الْأَكْبَر لما اقامه الْحق فِي مقَام الْخلَافَة قَالَ تَعَالَى لَهُ اخْرُج بصفتي إِلَى خلقي فخطى خطْوَة ثمَّ صَاح فناداه الْحق تبَارك وَتَعَالَى ردوا عَليّ حَبِيبِي فانه لَا صَبر لَهُ عني وَذَلِكَ لإيثار جناب الْحق والتخلص من حمل أعباء مقَام الدعْوَة لِلْخلقِ فَافْهَم

ايضاح

إِذْ ١ اعلمت أَن مقَام الفردية أخص من مقَام التَّصَرُّف فَاعْلَم إِن إِشَارَة سَيِّدي الشَّيْخ الاهدل قدس الله سره تَقْتَضِي أَن الْحق سُبْحَانَهُ أطلعه على علمه الَّذِي لَا يحاط بِشَيْء مِنْهُ إِلَّا بأذنه وَهُوَ الاذن الآلهي الْمُحِيط بالمعلومات فانبأ عَن حَال الشَّيْخَيْنِ بِحكم مَا رَآهُ هُنَاكَ من حوزهما الْمقَام الأول وخلوصهما

<<  <   >  >>