للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَقُول بِهِ قلت وعَلى ذكر الشوي الْمَذْكُور ذكرت بَيْتَيْنِ فِيهِ لصاحبنا الأديب جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف مخدوم زَاده وهما

إِن الهباريش لَهَا لَذَّة ... تفوق لذات الشوي والكباب ... وَلَذَّة الوقصة لَهَا تنسها ... وَهِي الَّتِي تنسيك شرخ الشَّبَاب ...

والحضارم يسمون مَا يشوى من سَواد الْبَطن وَنَحْوه الهباريش بِالْهَاءِ وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعدهَا ألف وَرَاء ثمَّ تحتيه وَآخره مُعْجمَة وَمن عَادَتهم انهم إِذا جَلَسُوا على أَكلَة يشرع أحدهم فِي قطع اللَّحْم فيدور فِيهِ على الْجَمَاعَة فَيدْفَع إِلَى أحدهم ويصنع بِالْآخرِ مثل ذَلِك وَمثله بِالْآخرِ إِلَى أَن تعود نوبَة الأول فيعطيه وَيسْتَمر كَذَلِك إِلَى أخر أكلهم ويسمون ذَلِك الْأكل على هَذِه الْكَيْفِيَّة الوقصة ويجدون لذَلِك لَذَّة عَظِيمَة لَا يعدلها لَذَّة أُخْرَى وَله أشعار رائقة وأخبار فائقة وَمن شعره وَفِيه التورية والإنسجام والتوجيه

يَا قائلين وَقَوْلِي حِين اذكرهم ... كم هَكَذَا اغتدى فِي غربَة وفراق ... لَو سَار ركب بعشاق الْهوى رملاً ... نَحْو الْحجاز لما ذاق النَّوَى ابْن عراق ...

وَله أَيْضا

كل لَهُ ورد يكون وَسِيلَة ... المعاشه ومعاذه ومعاده ... وَجعلت وردي فِي الْخُرُوج عَن السوي ... وأكون مَعَ مولَايَ تَحت مُرَاده ...

وَمِنْه

هَذِه القهوة هَذِه ... لَيست الْمنْهِي عَنْهَا ... كَيفَ تدعى بجرام ... وَأَنا اشرب مِنْهَا ...

وَمِنْهَا

لشارب قهوة البن التغادي ... فسر شرابها فِي الْكَوْن بَادِي ... لَهَا عرف العنابر فِي الأيادي ... ولون الْمسك تشرب بالزبادي ...

وَحكي أَنه كَانَ لَهُ أَخ يُسمى نعْمَان وَولد لَهُ ابْن من سَرِيَّة لَهُ حبشية

فَأَنْشد فِي ذَلِك

وَقد نلْت الْبَنِينَ من السراري ... وأقربهم إِلَى روحي وجاشي ... وليد لَا يزَال يَقُول عمي ... هُوَ النُّعْمَان وَالْخَال النَّجَاشِيّ ...

<<  <   >  >>