حلف الْحَالِف أَنه لم يكن أكْرم مِنْهُ وَلَا أَعقل مِنْهُ فِي زَمَنه لم يَحْنَث إِلَى غير ذَلِك من الْأَحْوَال الباهرة والكرامات الظَّاهِرَة ومقامات الرِّجَال وصفات الْكَمَال ورحم الله الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي حَيْثُ يَقُول فِيهِ من قصيدة
ي خليلي يمما أَرض نجد ... واسلكا كل فدفد وقفار ... واقصدا حَضرمَوْت نَحْو تريم ... بقْعَة الْخَيْر منبت الْأَخْبَار وانزلا ساحة الْمجد عبد الله ... مَعْدن الْأَسْرَار ... الشريف المنيف غوث البرايا ... كَامِل الْوَصْف عالي الْمِقْدَار ... عيدروس الْهدى إِمَام الْمَعَالِي ... مستباح الندى منيع الْجَار ... وسع الوافدين حلماً وجودا ... قد حكى شيخ فِي اقتفاء الْآثَار ... خلق كالنسيم سهل وجود ... فِي يَدَيْهِ كالوابل المدرار ... همة زاحمت نُجُوم الثريا ... واتضاع مزين بوقار ... لَك يَا عيدروس ذكر جميل ... وثناء فِي سَائِر الاعصار ... خصك الله بالسماحة وَالْبر ... وبذل الْمَعْرُوف للزوار ... وبفضل جم وخيم كريم ... فطْرَة الله الْوَاحِد القهار ... لَا برحم يَا آل شيخ هداة ... وحماكم مستودع الْأَسْرَار ... مِنْكُم القطب وَالْوَلِيّ ومنكم ... كل قرم يسمو على الأقمار ...
وَأمه الواليه الصَّالِحَة فَاطِمَة بنت الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ عَليّ ابْن أبي بكر وَأثْنى عَلَيْهِ جمَاعَة من الكبراء وَأَشَارَ إِلَيْهِ غير وَاحِد من الصلحاء وَكَانَ وَالِده يُحِبهُ ويجله ويعظمه ويحترمه حَتَّى أَنِّي سمعته مرَارًا يَقُول مَا أحد يعرف قدري مثل وَالِدي عبد الله وَكَانَ بعض أَوْلَاد السَّيِّد عبد الله الْمَذْكُور يقْرَأ عَلَيْهِ بعض المدائح الَّتِي قيلت فِي سَيِّدي الشَّيْخ عبد اللع العيدروس فَقَالَ لَهُ عِنْد ذَلِك لَا تشهد هَذَا إِلَّا فِي أَبِيك أَو كَمَا قَالَ وَكَانَ بنى الْمَسَاجِد والنخيل الَّتِي اتخذها وَالِدي بحضرموت كلهَا على يَدَيْهِ وَكَانَ وَالِدي قد جعله وَكيلا مُطلقًا فِي كل مَا يتَعَلَّق بِهِ لما رآى من نجابته وكياسته وَلم يُسَافر من بَلَده تريم إِلَّا مرّة وَاحِدَة فانه قد دخل فِيهَا إِلَى الْهِنْد لزيارة وَالِده وَذَلِكَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَرجع إِلَيْهَا فِي عَامه وَله من المصنفات شَجَرَة آل أَبَا علوي وَضعهَا على أسلوي بديع