لَا تبر من مَرِيضا فِي مسائلة ... يَكْفِيك من ذَاك تسآل بحرفين ...
وفيهَا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سلخ ذِي الْعقْدَة الْحَرَام توفّي الشريف الْفَقِيه الصُّوفِي الأديب الْحَافِظ الْمُحدث البارع فِي أشتات الْعُلُوم بدر الدّين الْحُسَيْن ابْن الصّديق بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل قدس الله أَرْوَاحهم ببندر عدن وَدفن بهَا وَكَانَ مولده فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات حُسَيْن وَنَشَأ بهَا بنواحيها واشتغل بهَا فِي الْفِقْه على الفقيهين أبي بكر ابْن قعيص وَأبي الْقسم ابْن عمر بن مطير وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو على أَولهمَا وَغَيره ثمَّ انْتقل إِلَى بِلَاد المراوغة واشتغل بهَا على الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم جعمان وَغَيره ثمَّ دخل زبيد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فاشتغل بهَا فِي الْفِقْه على عمر الْفَتى وَغَيره وَفِي الْأَدَب على بن الزين الشرجي ثمَّ حج سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر مجَالِس الْبُرْهَان والمجيوى قاضيها وَأذن لَهُ الْبُرْهَان وَغَيره وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع بهَا من أبي الْفرج المراغي ثمَّ عَاد لبلاده وَأخذ عَن يحيى العامري وَبحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج
ذكره السخاوي فِي ضوئه قَالَ ولازمني فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بِمَكَّة فَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء من تصانيفي بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا سمع من لَفْظِي وَعلي أَشْيَاء قَالَ وَهُوَ فَاضل بارع فِي فنون ناظم مُفِيد حسن الْقِرَاءَة