.. لَهُ منظر بِالْقَلْبِ يعلق فهمه ... وَلَو كَانَ فدما أبكماغير عَاقل
وتدريسه فِي كل فن مؤسس ... بتعليله يَا صَاحِبي والدلائل
ويرفق بالقارئ البليد كَأَنَّهُ ... لَهُ أم ثدي مشفقاً بالمسائل
فيهنا جرام الشوك مَسْكَنه بِهِ ... وتدريسه يَا لَيْت ثمَّ منازلي
لأنظره فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ... وأسأله عَن كل حق وباطل
فنظرته تسلي الهموم جَمِيعهَا ... ولفظته غيث لمصغ بقائل
حبا الله ذَاك الْوَجْه نورا وبهجة ... جمالاً وعقلاً ظَاهرا غير خامل
كبحر خضم فِي الْعُلُوم قد أمتلى ... وفاض على الجبنات فَوق السواحل
فَإِن شِئْت تَفْسِيرا لَهُ اسال فَإِنَّهُ ... كمعدن تبر مَاله من معادل
وَإِن شِئْت فِي علم الحَدِيث لَقيته ... ككنز لَهُ خَافَ عَن السَّهْو عاطل
وَإِن شِئْت فِي فقه الإِمَام بن شافعٍ ... ترَاهُ كليث فِي المعارك جائل
نعم أَو كبستان حوى كل طيب ... وَفِيه بيُوت عاليات الْمنَازل
وَإِن شِئْت فِي علم التصوف والصفا ... ترَاهُ إِمَامًا عَارِفًا غير جَاهِل
أديباً لبيباً قانعاً متواضعاً ... عَن الذّكر للرحمن لَيْسَ بغافل
وَإِن شِئْت فِي علم اللُّغَات وَنَحْوهَا ... وتصريفها أَيْضا وكل الْوَسَائِل
كعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا ... ترَاهُ لَهَا أَهلا شفا كل سَائل
فيا من يُرِيد الْعلم فارحل وَلَا تقف ... إِلَى عَالم بِالْعلمِ لله عَامل
هُوَ الشَّيْخ والأستاذ والنور وَالْهدى ... وَخير مُجيب عَن جَمِيع الْمسَائِل
إمامي وأستاذي وشيخي وسيدي ... ومحبوب قلبِي صَادِقا غير هازل
فيا لائمي خل الملام فانني ... حببت وحيداً مَا لَهُ من مماثل
تفكر بقلب منصف هَل ترى ... لَهُ شَبِيها فَإِن لم تلقه لَا تجَادل
غزير الحيا كل الحجا حَاز والصفا ... مليح الحلا شيخ الشُّيُوخ الأفاضل
إِذا مَا أَتَت مِنْهُ إِلَيْنَا رسائل ... فَللَّه رَبِّي درها من رسائل
تفرج أحزاناً وَتكشف كربَة ... وتجذب أحوالاً حوالي المناهل
إِمَام لَهُ خلق حميد وسيرة ... سمت فاق بالأوصاف كل الأماثل
زكي تَقِيّ مخلص صَادِق صفا ... من الْغِشّ والبغضاء وكل الدغائل
وَكم من محامد لَيْسَ تحصى قصيدتي ... لَهُ يَا أخي زَادَت على قَول قائلي
واستغفر الله الْعَظِيم من الخطا ... وَمن جمح الاهوى وكل الرذائل ...