.. تَبًّا لناعق بَين صَاح ينبئنا ... أبكى الدِّمَاء وأبكى الْجِنّ والبشر
أبكى الفحول مَعَ الْأَبْطَال أجمعها ... أبكى الْخُيُول كَذَا الأفيال فَاعْتبر
أبكى الْأسود مَعَ النمور مَعَ الظبا ... أبكى الديار وأعماها مَعَ الْبَصَر
أبكى الرّعية والفتوة والندا ... أبكى الْبَريَّة من ساه ومدكر
أبكى المواكب والأملاك قاطبة ... أبكى المراكب والأفلاك ذُو الدسر
أبكى الرمال كَذَا الأطلال نادبة ... أبكى القفار مَعَ الْأَنْهَار وَالْبَحْر
أما التُّجَّار فقد صَارُوا بأسرهم ... كالشاة تخشى شَرّ ذِي أشر
يَا ويحسرت مَا سرت لساكنها ... الله يحفظها من طَارق الْغَيْر
لبس السوَاد رعاياه وَلم يلموا ... لَكِن حكم القضا جَار بِلَا نكر
كَانَ شجاعته فِي كل معترك ... كَيَوْم ميران أسى من سنا الْقَمَر
وَكم خَصَائِص فِيهِ مَا لَهَا عدد ... ومكرمات بِلَا عدد لمستطر
لَو كَانَ يسمع أهل الرّوم كَيفَ جرى ... لجهزوا الْجَيْش اغارات فِي الْأَثر
لَكِن نصر إلهجل ناصرنا ... يَكْفِي وَيجْعَل من عَادَاهُ فِي عبر
تَارِيخ ميتَته سلخ لقعدتنا ... يَوْم الثُّلَاثَاء مسآء مِنْهُ فاذكر
أما السنون فَإِذا سَوف أرقمها ... بحمرة بِحِسَاب اجمل البهر
لَا غرو أَن الشَّهَادَة حازها رَجَب ... فَرد كفرد عَظِيم الْقدر فِي الشَّهْر
خُوطِبَ كأصل لَهُ مذ كَانَ فِي صغر ... خَان خداوند سَاد النَّاس فِي كبر
فأعجب لهذي الدنا لَا تحتشم أحدا ... قد أسست صفوها دأبا على كدر
فقللمغرور فِي دُنْيَاهُ كن يقظا ... لَهَا المصرع فِي غفلات محتذر
كَيفَ التحذر والأقدار سَابِقَة ... لَا بُد مِنْهَا على الْأَرْوَاح والصور
لَو كَانَ يفدى من الْأَمْوَات سيدنَا ... كُنَّا فديناه بالأسماك وَالْبَصَر
يارب ترحمه تغْفر لمعشره ... تجْعَل مآثره ابهى من الدُّرَر
وَأَرْض عَنهُ خصوماً أَنْت تعلمهمْ ... وَخَصه بعلا الجنات والسرر
وَعم أَهلا وأحباباً وكل فَتى ... يهوى لخير وبالخيرات مشتهر
وَخص أصلا ل أَيْضا قرَابَته ... الله يحفظهم بِالْعلمِ والسور
يارب وَارْحَمْ لميتهم فضلا وميتنا ... يارب واعمم بِخَير مِنْك وانتصر
يارب فاحرس الكوت ثمَّ ساكنه ... وأحفظ لحافظيه وصفيهم من الكدر
وأغفر لمنشئها حَقًا وسامعها ... وأرحم لراقمها فِي الطرس والسطر