للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يارب أحمي الْإِسْلَام وحوزته ... من الضلال وَأهل الْكفْر وَالْفَجْر

يارب وانصر لدينك وكل ناصره ... يارب وانعم بجبر كل منكسر

يارب يارب أَنْت الله مقتدر ... أَنْت الْغَنِيّ فاغني كل مفتقر

يارب وأستر بِفَضْلِك كل معترف ... بالهفو فِيمَا فَاه من عور أَو من عثر

من الفعال والأقوال أجمعها ... يارب يارب يَا ساترا على العثر

يارب يارب يَا رَحْمَن يَا صَمد ... أَغفر لمن قد مضى فِي غابر الدَّهْر

أَو أحفظ لمن قد بقى وابقية فِي رغد ... وجمل الْكل وأحمل كل ذِي الْعسر

ثمَّ الصَّلَاة على الْمُخْتَار صفوته ... خير الْبَريَّة من فهر وَمن مُضر

كَذَا السَّلَام عَلَيْهِ دَائِما أبدا ... صلى عَلَيْهِ آله الْخلق وَالْفطر

وَخص من بعده آلا وعثرته ... وَصَحبه وَالتَّابِعِينَ لَهُ فِي كل مفتخر

وَكَانَ اشيخ أَبُو السعادات الْمَذْكُور من المشمولين بعنايته والمنتظمين فِي سلك نعْمَته كَغَيْرِهِ من الْعلمَاء والصلحاء فَإِن سرت فِي أَيَّامه السعيدة كَانَت طافحة بالمشايخ والفضلاء ومشحونة بأكابر النَّاس من سَائِر الاجناس مَمْلُوءَة باعيان التُّجَّار والأكابر وشجعان الْجنُود والعساكر وَكَانَت عامرة أَشد الْعِمَارَة يجلب إِلَيْهَا سَائِر البضائع والنفائس للتِّجَارَة وَكَانَ يُسَافر مِنْهَا عدَّة من المراكب والسفن إِلَى سئر النواحي كمصر وَغَيرهَا من المدن وَكَانَت الرّعية فِي أعظم أَمَان وسرور دَائِم بِلَا أحزان وَالنَّاس فِي أرغد عَيْش وَأَنَّهُمْ بَال وَالْوَقْت فِي أطيب سناء واسترحال والقلوب مطمئنة والشرور مستكنة حَتَّى قَالَ بَعضهم سرت سرت الخواطر وقرت النواظريعني لِكَثْرَة مَا كَانَ بهَا فِي زَمَنه من الأفراح وَأَسْبَاب الإنشراح وَبَلغنِي انه كَانَ يَجْعَل لكل من يدْخل إِلَيْهَا من الغرباء مُرَتبا بِحَسب حَاله وَإِذا أَرَادَ الذّهاب كَذَلِك زوده من مَاله

وبالجمله فمحاسن هَذَا الرجل كَثِيرَة وأخباره مَعْرُوفَة فِي النَّاس شهيرة رَحمَه الله تَعَالَى وايانا آمين آمين

وفيهَا فِي سَابِع جُمَادَى الأولى توفّي الشَّيْخ الْكَبِير القطب الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى أَحْمد بن الشَّيْخ حُسَيْن بن الشَّيْخ عبد الله العيدرس بتريم وَكَانَ من سَادَات مَشَايِخ الطَّرِيقَة المكاشفين بأنوار الْحَقِيقَة جمع لَهُ بَين

<<  <   >  >>