.. والصدق فَالْزَمْ فِي حَدِيثك كُله ... والوعد أوف بِهِ فَذَاك اجلها
واترك مصاحبة الكذوب وَمن ... تكن عاداته عِنْد النميمة حملهَا
وتغاض عَن عيب الْأَنَام فَإِن من ... يطْلب معايبها رَمَاه بنبلها
عود لسَانك على كل قَول طيب ... فَالْقَوْل من عقل الرِّجَال ونبلها
واحفظ حُقُوق الْوَالِدين وقم بهَا ... والأهل وَالْأَصْحَاب واحمل ثقلهَا
وترق فِي الْعليا إِلَى غاياتها ... فيجمعك الْخيرَات تجمع شملها
وانصب لكسب المَال كي تَكْفِي بِهِ ... متن اللئام فِي الِاحْتِيَاج لبذلها
فركوبك الْأَهْوَال فِي تَحْصِيله ... عين الرِّجَال أَن تكن من رجلهَا
بِالْمَالِ يصفو الدّين وَالدُّنْيَا مَعًا ... وَالْمَال فِي أَيدي اللرجال كعقلها
فِيهِ المكارم والمآثر فِي الورى ... وَبِه الصلات الناميات وَوَصلهَا
فانهض لَهُ ودع الكسالة إِنَّهَا بئس الضجيج فَلَا تنم فِي ظلهاواحذر كَلَام عِصَابَة من عجزها ... رضيت لِبَاس الافتقار وذلها
تحتج فِي تفضيله بادلة ... جهلت حقائق شَرطهَا فِي نفلها
إِن كنت تقوى أَن تقوم بشرطها ... طُوبَى وَإِلَّا عد عَنْهَا لأَهْلهَا
فالفقر كَاد يكون كفرا فِي الورى ... قد فَقَالَ ذَلِك فِي خَاتم رطلها
وَالنَّهْي عَن جمع الحطام مَحَله ... من لَيْسَ يقْصد عِنْد ذَلِك عدلها
أما الَّذِي يَنْوِي الْحَلَال لكَي يصن ... عَن وَجهه وَلَكِن يمن بفضلها
من غير ماحرص وَغير تكاثر ... فثوابه مُتَعَيّن قَاصد لَهَا ...
سنة ثَلَاث وَسبعين بعد التسْعمائَة (٩٧٣) هـ وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين توفّي الْوَلِيّ الصَّالح العابد الزَّاهِد أَحْمد بن علوي بن الملعلم مُحَمَّد بن عَليّ ححدب ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد اله بن الشي علوي بن الشَّيْخ الْفَقِيه الْمُقدم أَبَا علوي نفع الله بِهِ بَلْدَة تريم وَكَانَ يعد فِي حكم رجال الرسَالَة لشدَّة ورعه وتقشفه واستقامة طَرِيقَته رُوِيَ ذَلِك عَن الشَّيْخ الْوَلِيّ عبد الرحمكن بن عمر العمودي نقعالله بِهِ وَله فِي الزّهْد والتقلل من الدُّنْيَا حكايات لَعَلَّه لَا يُوجد فِي تراجمكبار الْأَوْلِيَاء أَكثر مِنْهَا وَلم يتقدموه إِلَّا بِالسَّبقِ فِي الزَّمَان