بَعضهم إِلَى أَنه لَا يجوز وَقيل إِنَّمَا ذَلِك يَفْعَله الشُّعَرَاء الَّذين هم فِي كل اد يهيمون ويثبون على الْأَلْفَاظ وثبة من لَا يُبَالِي وَهَذَا الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور من أَئِمَّة الدّين وَقد فعل هَذَا والحافظ أسْند هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي كتاب السّنَن
فَائِدَة أُخْرَى
فِي اصْطِلَاح أهل الْمعَانِي وَالْبَيَان أَنه إِذا ذكر الْمُتَكَلّم ناظما أَو ثائرا فِي كَلَامه كَلَام غَيره لَا على حكايته فَإِن كَانَ ذَلِك الْكَلَام من عِبَارَات الْقُرْآن أَو الحَدِيث فَهُوَ الاقتباس وَإِن كَانَ شعرًا فهوالتضمين على اصْطِلَاح الْمُتَأَخِّرين وَإِن كَانَ الْمُتَأَخر نظم نثراً فَهُوَ العقد وَإِن كَانَ نثر نظما فَهُوَ الْحل وإنكان أَشَارَ إِلَى كَلَام غَيره ايمآء لَا تَصْرِيحًا فَهُوَ التلميح وَهِي خَمْسَة فنون الإقتباس والضمين وَالْعقد والحل والتلميح وَمن شعره أَيْضا هَذِه القصيدة الْمُشْتَملَة على المواعظ الجامعة والوصايا النافعة هِيَ ... زم الركاب وحلها عَن عقلهَا ... ودجع المطايا ترتمي فِي سبلها
وابعد عَن الأوطان فِي طلب الْعلَا ... واترك ديار الذل عَنْك وخلها
لَا ترض من دون النُّجُوم بمنزل ... وترق من طل لطائل ويكها
لَا ترجعن الْقَهْقَرِي مثل الَّتِي ... نقضت وحلت بعد عزم عزلها
واسمع أخي نصيحة من نَاصح ... إِن النَّصِيحَة لَيْسَ يخفى فَضلهَا
انْظُر إِلَى الله الْكَرِيم ولذ بِهِ ... واقصده فِي جلّ الْأُمُور وقلها
وَإِذا الْأُمُور تضايقت وتعقدت ... فاضرع إِلَيْهِ فَإِنَّهُ المرجو لَهَا
واجهد على الْخيرَات تحط بخيرها ... وَاحْذَرْ يفوتك فَرضهَا أونفلها
ودع الْمعاصِي والغوايا واستقل ... فَالله يقبل من أناب إذالها
وَالنَّفس ان تَدْعُو فَخَالف أمرهَا ... ودع الْهوى إِن الْهوى من فعلهَا
فَإِذا بدا لَك من رفيقك زلَّة ... فَاغْفِر وَلَا تجزي المسئ بِمِثْلِهَا
والرفق رافق فِي أمورك واصطبر ... فالصبر من خير العرى واجلها
وَإِذا بليت بِشدَّة فَاثْبتْ لَهَا ... حَتَّى ترى مُسْتَبْشِرًا بمحلها
نظرا إِلَى أَن الْمُقدر كَائِن ... فعلام تجزع يَا فَتى من أجلهَا