للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نِسْبَة إِلَى جوَار الْحرم الشريف شرفاً وَقد كنت نثرت فِيهِ قَدِيما مُشِيرا إِلَى هَذَا الِاسْم الشريف فَقلت ابْن حجر فِي الْبشر كالياقوت فِي الْحجر يشاركها فِي الِاسْم ويفارقها فِي الرَّسْم وللشيخ الْعَلامَة عبد الْعَزِيز بن عَليّ الزمزمي الْمَكِّيّ فِيهِ شعر ... مِنْك المعارف فاضت عذبة وَلكم ... عذباً زلالاً فاض من حجر ...

ولصاحبنا الْفَقِيه أَحْمد بن الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد أَبَا جَابر ... قد قيل من أَصمّ تَفَجَّرَتْ ... لِلْخلقِ بِالنَّصِّ الْجَلِيّ أَنهَار

وتفجرت يَا معشر الْعلمَاء من ... حجر الْعُلُوم فبحرها زخار

أكْرم بِهِ قطباً محيطاً بالعلا ... ورحآؤه حَقًا عَلَيْهِ تدار

وفيهَا توفّي السُّلْطَان الْأَعْظَم سُلَيْمَان بن سليم سُلْطَان العثمانيين وَكَانَ عادلاً فَاضلا وللأديب ماميه الانقشاري فِي تَارِيخ وَفَاته شعر ... انْتقل الْعَادِل من دنيته ... جاور الرَّحْمَن وَالْمولى الرَّحِيم

قَالَت الأقطاب فِي تَارِيخه ... مَاتَ سُلَيْمَان بن سُلْطَان سليم ...

ولهفيه مراثية أَجَاد فِيهَا كل الإجادة مِنْهَا هَذِه الأبيات ... لقد بجدد الْبَيْت الْعَتِيق حداده ... وَقد وشحت طراز السود المحامد

كَأَن بني الْعَبَّاس سنت سوادها ... عَلَيْهِ وبالأعلام قاست دَلَائِل

وَكَانَ عماد الدّين فِي كل حَادث ... وسلطانه بالنصر للشَّرْع حافل

وَمَا كَانَ علمي قبل فقد سما الْعلَا ... بِأَن الثرى للنيرين منَازِل

على عد علمي حم حمى ملكه حمى ... وَعَن قَوْله كم قَالَ روا ناقل

وجثته فِي الأَرْض أضحت دفينة ... وَمن شَأْنهَا تحوي اكنوز الجنادل

بِسبع أقاليم بَكَى النَّاس وَاحِدًا ... على السَّبع يطوي فِي الوغى وَهُوَ حاثل

فَصَبر وعفو الْعين سَار وسارح ... ودمعي على الْخَدين هام وهامل

فكم حَيّ قلب وَقد تقلب فِي الغضا ... عَلَيْهِ وَكم عقل غَدا وَهُوَ ذاهل

وَكم انفق الْأَمْوَال فِي الْغَزْو قَائِلا ... إِلَّا فِي سَبِيل الله مَا أَنا فَاعل

شياطين أهل الْكفْر ولت لِأَنَّهَا ... سُلَيْمَان وافا وَهُوَ للشرك خاذل

غزاهم بعزم كالشاب وَقد سما ... وَمن حوله عد النُّجُوم حجافل

أسود لَهَا لهف الدروع مَوَاطِن ... وغاياتها سمر القنا والعوامل ...

<<  <   >  >>