للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهِي طَوِيلَة أَولهَا ... لعمرك مَا الْأَعْمَار إِلَّا مراحل ... وفيهَا مُرُور الحادثات مناهل ...

ولحسنها ذكرت مِنْهَا هَذِه الأبيات وفيهَا اشارة إِلَى بعض مآثره رَحمَه الله وَلَوْلَا خشيَة التَّطْوِيل لأتيت بهَا جميعنا فَإِن قاعدتنا فِي هَذَا التَّارِيخ الْبسط فِي تَرْجَمَة الْعلمَاء والصلحاء دون غَيرهم من السلاطين وَنَحْوهم وَحكي أَنه لما مَاتَ السُّلْطَان سليم وَتَوَلَّى وَلَده سُلَيْمَان سمع قَائِلا يَقُول ... قل لشياطين الْبُغَاة اخسأوا ... قد اوتي الْملك سُلَيْمَان ...

ولمكامية الانقشاري أَيْضا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ ... لَو يقاسي قيس مَا قاسيته ... لشكى للنَّاس ضرّ الضرتين

ذَاك مَجْنُون بليلى وَحدهَا ... وانا الْمَجْنُون بَين الليلتين ...

قَالَ بعض الْفُضَلَاء وَقد وقف عَلَيْهِمَا عجب من رومي هَذِه الفصاحة قلت وَمثله ان الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله لما سمع هذَيْن الْبَيْتَيْنِ ... إِذا مَا رَآنِي العاذلون وغردت ... حمائم دوح أيقظتها النسائم

يَقُولُونَ مَجْنُون جفته سلاسل ... وممسوس خي فارقته التمائم ...

وهما لتاج الطرفي الاصفهاني تعجب من ذَلِك وَقَالَ مَا ظَنَنْت ان أحدا من الْعَجم يصل كَلَامه إِلَى هَذَا الْحَد وَبعث إِلَيْهِ بخلعة وَكَانَ الشَّاعِر ماميه الأنقشاري الْمَذْكُور حج فِي سنة خمس وسين وَتِسْعمِائَة وَحصل لَهُ قبُول عَظِيم وطارح ادبآء مَكَّة بأشعارعه

قَالَ الشَّيْخ عبد الرؤوف بن يحيى الْوَاعِظ تلميذ الشَّيْخ ابْن حجر الهيثمي فِي وَصفه انه مِمَّن توَحد فِي عصره بصناعة الشّعْر وبرع فِي الصناعتين فِي الْغَزل والنسيب وَكَاد ان يكون ثَانِي الحاجري فِي الرقة والتشبيب وَمن شعره أَيْضا فِي القهوة وَهُوَ تَشْبِيه حسن ... طَاف يسْعَى بقهوة مقَام ... شمس حسن سما بصبح الْمحيا

كأسها الْبَدْر والحباب نُجُوم ... وَهِي ليل تجلى بكف الثريا

<<  <   >  >>