للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَمِنْه

قد شربنا قهوة بنية ... وَلها شربنا غَدا بالنيه

لَوْنهَا قد حكى أذايب مسك ... أَو زباد وسط الزباد الجلية ...

وَمِنْه ... أتتتنا قهوة من قشر بن ... تعين على الْعِبَادَة للعباد

حكت فِي كف أهل اللطف صرفا ... زباداً ذائباً وسط الزباد ...

وَمِنْه أَيْضا على لسانها ... أَنا المعشوقة السمرا ... اجلى فِي الفناجين

وعود الْهِنْد لي عطر ... وذكري شاع فِي الصين

وَمِنْه أَيْضا ... مَا زلت أبْكِي حيرة الأجرع ... حَتَّى اسْتَغَاثَ الْغَيْث من ادمعي

وددت من توديع أهل اللوى يَوْم النَّوَى لَو أَن قلبِي معي

يابين مَا شِئْت امتحنن إِنِّي ... لَوْلَا فِرَاق الْجزع لم أجزع

قد مستني ذكر عبير الْحمى ... حَتَّى قد مس معي مسمعي

وَانْقطع الصَّبْر وَضاع القوى ... لكنما مد معي مدمعي

يَا حادي الْبَين ترآى الْحمى ... فلعلع الْأَصْوَات فِي لعلعي

لم أدر هَل صبح بدا بالسنا ... أم أسفرت ليلى عَن البرقع ...

وَمِنْه ... سبا الْعُقُول بصاد جلّ فاطره ... وصاد قلب الْمَعْنى وَهُوَ فاطره

غزال ربرب يغزل الجفن غازلنا ... وَقد غزاني ببيض السود ناظره

فريد وصف تثنى قده هيفاً ... وماس تيهاً على الأغصان ناضره

إِن صال بأعينه أَسد فرائسه ... أَو مَال مايسه فالقلب طَائِره

نَبِي حسن بَدَت أنوار طلعته ... تهدي الَّذِي قد اضلته غدائره

مَا مثله بشر فِي ثغره دُرَر ... فِي طرفه حور هاروت ساحره

لم انس حِين وفا وَالْوَقْت فِيهِ صفا ... والصب بعد جَفا قد سر خاطره

والهم منفرج وَالْقلب منبلج ... وَالرَّوْض مبتهج تزهو أزاهره

<<  <   >  >>