وَبَات ينشدني والكأس سفي يَده ... بِذكر صبوحك أهنا الْعَيْش باكره ...
وَمِنْه ... كل الْوُجُود تجليات جماله ... لَكِن بدا متحجبا بحلاله
نورولا شَيْء سواهُ وَإِنَّهُم ... ظنُّوا السوى لتشكلات خياله
لاتشهدن النَّقْص لَو فِي نقصا إِنَّمَا ... مرآته تجلى عَلَيْهِ بِحَالهِ
فاطلب وَلَو أفنيت عمرك طَالبا ... فعساك أَن تحظى بكنز وصاله ...
وَمِنْه ... زمن الْورْد روح جسم الزَّمَان ... وحياة النُّفُوس نبت الرُّمَّان
فدعاني واودعاني بِحسان ... والقياني بَين القنان القيان
كل حوراء تفتن الْحور حسنا ... وجمالا وزتزهو على الْولدَان
بدر ثمَّ يُدِير بَين النُّجُوم ... فِي هِلَال الكؤوس شمس الدنان
فِي رياض أرضي الْغَمَام ثراها ... فتراها قد زخرفت كالجنان
سِيمَا وَالربيع حَيا فأحيا ... ميت الأَرْض بالحيا الفتان
وَبدر السَّحَاب منثور در ... نظمته مباسم الاقحوان
وتغنت بلابل الدوح لما ... ان تجلت عرائس الاغصان
فتباهت وَشقت الارض شقاً ... وجلا الْغُصْن وردة كالدهان
مَا أحيلى الصبوح بَين صباح ... فِي صباح أَتَى ببشر التهاني
فِي رياض تجنت فَلهَذَا ... سلسلتها سلاسل الغدوان
فاغتنم فرْصَة الزَّمَان وبادر ... قبل ان تَدور نَوَائِب الْحدثَان
ولعمري مَا الْعُمر إِلَّا زمَان ... قد مضى بالمنا وغر الاماني
وَمِنْه مورياً بالنغمات ... ركب الحجان صَعِيد عراقها ... فأثار نَار الشوق من عشاقها
لما سرى لَيْلًا بسلمى قَاصِدا ... اهداه نَار ضاء من اشراقها
شمس إِذا رفعت سَحَاب ردائها ... ابدت لنا القمرين من أطواقها
عجبا لعَيْنِي كَيفَ أغرقها البكا ... وجوانحي تَشْكُو لظى حراقها
مَا علم الْقمرِي ينوح بشجوه ... إِلَّا جريح ان من اشواقها