إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ من الْعَرَب ام من الموَالِي قلت من الْعَرَب قَالَ وَيلك يَا زهري فرجت عني فوَاللَّه لتسودن الموَالِي على الْعَرَب حَتَّى يخْطب لَهَا على المنابر وان الْعَرَب تحتهَا قَالَ قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا هُوَ أَمر الله وَدينه فَمن حفظه سَاد وَمن ضيعه سقط
فَائِدَة
كَانَ أَبُو السَّيِّد الْجَلِيل الْكَبِير الْمِقْدَار صَاحب امقامات والأنوار الإِمَام الْعَالم العابد عبد الله بن الْمُبَارك قدس الله روحه عبدا هنجيا كَمَا ذكر القزيني فِي كتاب أَخْبَار الْبِلَاد وآثار الْعباد وَكَانَ هَذَا الرجل من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى وَمِمَّنْ تستنزل الرَّحْمَة بِذكرِهِ وترجي الْمَغْفِرَة بحبه كَمَا قَالَه ولي الله الإِمَام النَّوَوِيّ رَحمَه الله فَلَا بُد أَن تشف الاسماع بِذكر شَيْء من أَوْصَافه الفاخرة رَجَاء أَن ينفعنا الله ببركته فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
حُكيَ انه كَانَ بمرو قَاض اسْمه نوح ابْن مَرْيَم وَكَانَ رَئِيسا أَيْضا وَكَانَت لهبنت ذَات جمال خطبهَا جمَاعَة من الْأَعْيَان والأكابر وَكَانَ لَهُ غُلَام هندي ينظر بساتينه فَذهب يَوْمًا إِلَى البستانت فَطلب من غُلَامه شَيْئا من الْعِنَب فَأتى بعنب حامض فَقَالَ لَهُ هَات عنباً حلواً فاتى بحامض فَقَالَ القَاضِي وَيحك مَا تعرف الحلو من الحامض فَقَالَ بلَى وَلَكِنَّك امرتني بحفظها وَمَا امرتني بالاكل مِنْهَا وَمن لَا يَأْكُل لايعرف فتعجب القَاضِي من كَلَامه وَقَالَ حفظ الله عَلَيْك أمانتك وَزوج مِنْهُ ابْنَته فَولدت عبد الله بن الْمُبَارك الْمَشْهُور بِالْعلمِ والورع وَكَانَ يحجّ سنة ويغزو فِي سنة اخرى