للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْغدر فَلَمَّا فرغ من صلَاته قَالَ لي لم تحركت قلت اردت الْغدر بك قَالَ فَلم تركته قلت لِأَنِّي أمرت بِتَرْكِهِ قَالَ الَّذِي أَمرك بترك الْغدر أَمرنِي بِالْإِيمَان وآمن والتحق بصف الْمُسلمين

وَحكي انه كَانَ معاصراً لفضيل بن عِيَاض رَحْمَة الله عَلَيْهِ وفضيل قدجاور بِمَكَّة وواظب على الْعِبَادَة بِمَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ عبد الله بن الْمُبَارك ... يَا عَابِد الْحَرَمَيْنِ لَو ابصرتنا ... لعَلِمت انك بِالْعبَادَة تلعب

من كَانَ يخضب جده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب

وغبار خيل الله فِي أنف امرءٍ ... ودخان نَار جَهَنَّم لَا يذهب

هذاكتاب الله يحكم بَيْننَا ... لَيْسَ الشَّهِيد كَغَيْرِهِ لَا يكذب ...

وَحكى الْحسن بن الرّبيع انه خرج ذَات سنة فِي جيوش الْمُسلمين إِلَى الْغَزْو فلماتقابل الصفان خرج من صف الْكفَّار فَارس يطْلب الْقرن فَذهب إِلَيْهِ فَارس من الْمُسلمين فَمَا أمْهل الْمُسلم حَتَّى قَتله فخرجح إِلَيْهِ آخر فَمَا أمهله ثمَّ آخر فَمَا أمهله فاحجم النَّاس عَن مبارزته وَدخل الْمُسلمين مِنْهُ حزن فَإِذا فَارس متلثم خرج إِلَيْهِ من صف الْمُسلمين وَرِجَال مَعَه زَمَانا ثمَّ رَمَاه وجر رَأسه فَكبر الْمُسلمُونَ وفرحوا وَلم يكن يعرفهُ اُحْدُ فَعَاد إِلَى مَكَانَهُ وَدخل فِي غمار النَّاس قَالَ الْحسن فبذلت جهدي حَتَّى دَنَوْت مِنْهُ وحلفته ان يرفع لثامه فاذا هُوَ عبد الله بن الْمُبَارك فَقلت يَا امام الْمُسلمين أخفيت نَفسك عَن هَذَا الْفَتْح الْعَظِيم الَّذِي يسره الله على يدك فَقَالَ الَّذِي فعلت لَهُ لَا يخفى عَلَيْهِ

وَحكي ان عبد الله بن الْمُبَارك عَاد من مرو إِلَى الشَّام لقلم رَآهُ مَعَه بمرو وَصَاحبه بِالشَّام

ورثي سُفْيَان الثَّوْريّ رَحمَه الله عَلَيْهِ بعد مَوته فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل اللهبك قَالَ رحمني فَقيل مَا حَال عبد الله بنالمبارك قَالَ هُوَ مِمَّن يدْخل على ربه كل يَوْم مرَّتَيْنِ ولد سنة مائَة وَعشْرين وَتُوفِّي سنة مائَة واحدى وَثَمَانِينَ عَلَيْهِ رَحمَه الله ورضوانه

<<  <   >  >>