الْأَيَّام جَالِسا وَعِنْده أخي السَّيِّد عبد الله فَقَالَ لَهُ يَا عبد الله أَن معي خاطرا ان فلَان أيفعل كَذَا وَكَذَا وَذكر شَيْئا من الْأَفْعَال المذمومة الَّتِي لَا يبيحها الشَّرْع وَقعد معي أَيَّامًا وَهُوَ من المتعلقين بِنَا وَتجب لَهُ منا النَّصِيحَة فَطَلَبه إِلَى عِنْده وَكَلمه فاعترف بذلك وَتَابَ من وقته وَحسنت تَوْبَته ثمَّ أَن الشريف بَقِي يلوم نَفسه على ذلم وَيَقُول أَخَاف أَن يكون هَذَا من الاستدراج
وفيهَا فِي لَيْلَة السبت عَاشر رَجَب توفّي الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الرحين بن مُحَمَّد وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ الْعَلامَة أَحْمد العمودي الَّذِي تقدم ذكره وهما أَبنَاء الشَّيْخ الْكَبِير الْعَلامَة الشهير الْفَقِيه عُثْمَان بن مُحَمَّد العمودي نفع الله بهم الْحَضْرَمِيّ بِأَحْمَد ى باد وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كريم النَّفس كثير التَّوَاضُع محبوباً عِنْد النَّاس ذَا وجاهة عَظِيمَة وَقبُول عِنْد الْخَاص وَالْعَام رَحمَه الله تَعَالَى
وفيهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث شَوَّال توفّي العَبْد الصَّالح سَيِّدي سعيد سلطاني الحبشي بِأَحْمَد آباد وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب وَكَانَ يعصب للأمام أبي حنيفَة حَتَّى أَنه رُبمَا حمله ذَلِك على تنقص افمام الشَّافِعِي وَكَانَ فَقِيها مشاركاً فِي كثير من الْعُلُوم وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم وَكَانَ كثير الْعِبَادَة وَكَانَ يخْتم فِي رَمَضَان خمس ختمات وَكَانَ أُمَرَاء الجيوش يحترمونه أَشد الاحترام ويعاملونه بالاجلال والاكرام وَكَانُوا جعلُوا لَهُ مَعْلُوما يوازي خَمْسَة عشر ألف ذهب وَكَانَ محسناً محباً لأهل الْعلم وَلما حج قَرَأَ على الشَّيْخ ابْن حجر الهيتمي وَكَانَ لَهُ رَغْبَة فِي تَحْصِيل الْكتب حَتَّى اني سَمِعت انه كَانَ يصدر لشرائها إِلَى مصر المحروسة وابتنى بِأَحْمَد آباد مَسْجِدا جيد الْعِمَارَة إِلَى غير ذَلِك من أَفعَال الْخَيْر إِلَّا أَنه كَانَ فِيهِ كبر والكمال لله رَحمَه الله وايانا وقبره بمسجده ثمَّ قبر إِلَى جنبه شَيخنَا الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي أَبَا كثير
وفيهَا كَانَت وَفَاة السُّلْطَان عبد الله بن بدر وفيهَا كَانَ اتمام الْحرم الْمَكِّيّ فِي ايام السُّلْطَان مُرَاد وَكَانَ ابْتَدَأَ فِي عِمَارَته ابوه السُّلْطَان سليم فجَاء تَارِيخه عمر الْحرم سُلْطَان مُرَاد