وفيهَا عمر اقاسم الدابولي مَسْجِدا فِي بندر المخا وَجعل جَامعا للحنفية فَقَالَ السَّيِّد حَاتِم مؤرخاً لذَلِك فِي بَيْتَيْنِ وهما ... مَسْجِد فِيهِ جمال ... فِيهِ انوار بهية
وَافق التَّارِيخ مِنْهُ ... مُسْتَقر الْحَنَفِيَّة ...
سنة خمس وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة (٩٨٥) هـ
وَفِي سنة خمس وَثَمَانِينَ طلع نجم ذُو ذؤابة كَهَيئَةِ الذِّئْب طَوِيلَة جدا لَهُ شُعَاع وَمكث كَذَلِك يطلع نخحو شَهْرَيْن وَأكْثر
وفيهَا كَانَ ختم صَحِيح البُخَارِيّ بِحَضْرَة سَيِّدي الْوَالِد وانشا الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي فِي ذَلِك قصيدة طنانة وَهِي ... حَدِيث غرامي مُسْند ومسلسل ... وَمُطلق دمعبي فَوق خدي مُرْسل
وعشقي صَحِيح والعواذل قَوْلهم ... ضَعِيف ومتروك هبا مَنْقُول
وَمَا حسن إِلَّا الْأَحَادِيث عَنْكُم ... وَأما حَدِيث عَن سواكم فمعضل
أحبتنا طبتم فطاب حديثكم ... وطاب سَمَاعي عَنْكُم حِين ينْقل
خلعت عِذَارَيْ فِي هواكم أحبتي ... وَقد لذ لي فِيهِ العنا والتذلل
ولي بَين سفحي لعلع وطويلع ... اد كئيب مستهام مُعَلل
مُقيم على شط المزار كَأَنَّهُ ... أَسِير بهاتيك العراص مُوكل
هَوَاهُ بِنَجْد بل ببطحاء مَكَّة ... وجثته بِالْهِنْدِ كَيفَ التَّحَوُّل
فيا عربا بالمنحنى عز جارهم ... فجارهم فِي ذرْوَة الْعِزّ يحمل
وَيَا جيرة الْبَيْت الْعَتِيق وَمن لَهُم ... حطيم وأستار وركن مقبل
مقَام عَلَيْهِ للخليل مآثر ... وملتزم فِيهِ الدُّعَاء متقيل
وزمزم والهجر المشيد والصفا ... ومروة والمسعى فنسعى ونزمل
معاهد فيهاللنبي تردد ... مهابط فِيهَا للأمير تنزل
عَسى عودة ياجيرة الْحَيّ عَاجلا ... فنرفل فِي ثوب السرو ونحجل
ونلقى عَصا التسيار من بعد بَعدنَا ... فَأم الْقرى فِيهَا لمقام مُؤَمل
الهي فجد للغائبين باوبة ... يكون لنا فِيهَا الشِّفَاء معجل
الهي وسيلتنا إِلَيْك نَبينَا ... نَبِي الْهدى المدثر المزمل
مُحَمَّد الْمَبْعُوث من آل هَاشم ... بشير نَذِير لِلْخَلَائِقِ مُرْسل