للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَله الْحَمد ففرح الْوَالِد بذلك فَرحا كثيرا وَعمل ضِيَافَة عَظِيمَة لذَلِك وَثَالِثهَا أَيْضا كَانَ اقتراحها عَلَيْهِ الْوَالِد فِيمَا أَظن وَمِنْهَا هَذِه القصيدة الفريدة وَقد أَجَاد فِيهَا كل الاجادة وَللَّه دره ولحسنها أتيت بهَا بكمالها فَإِنَّهَا مِمَّا تشهد لَهُ بِالْفَضْلِ الْعَظِيم والفصاة الْكَامِلَة وَهِي ... قُم يَا نديم الصَّباح قد انْفَلق ... وَهِي بِآيَة نوره ظلم الغسق

قرب صبوحك فالزمان مساعد ... وادر مروقه حكت لون الشَّفق

قَامَت سقَاهُ كؤوسهافي حَضْرَة ... والمسك والكافور فِيهَا قد عبق

قمر يُدِير الشَّمْس فِي كاساته ... وبثغره مثل المدامة بل أرق

فد يحاكي السمهرري ومقلة ... كالسيف واللحظ السِّهَام إِذا رشق

قَوس الحواجب مؤتر لقتالنا ... وَلذَا قُلُوب العاشقين غَدَتْ درق

قلق الوشاح بِحَضْرَة وتراه قد ... صمتت خلاخله ودملجة نطق

قرت نواظر عاشقيه بحبه ... لَكِن من الصد المبرح فِي أرق

قَرَأَ الْمُحب على صحيفَة خَدّه ... هَذَا لعمر الله أحسن من خلق

قد كنت همست بحسنه وجماله ... إِذْ كَانَ جفن شبيبتي فِيهِ رَمق

قضيت أيامي سداً وسبهللاً ... ترك الخلاعة والصبابة بِي أَحَق

قد آن أَن أثني النعان عَن الْهوى ... وأعود عَنهُ عود عبد قد أبق

قدم المشيب فَكَانَ أبلغ زاجر ... وَمضى الشَّبَاب كَأَنَّهُ طيف طرق

قصرت خطاي عَن التخطي للخطا ... ولخدمة ابْن العيدروس الْمُجْتَبى شيخ الْفرق

قطب الزَّمَان وغوثه وصلاحه ... كل على هذاالمقال قد اتّفق

قداح زند الْفضل وَارِث جده ... فِي الْعلم وَالتَّقوى وَفِي النّسَب الأحق

قَرَأَ الْعُلُوم وجد فِي طلب العلى ... حَتَّى رقا أفق المعارف واتسق

قَالَ لكل مذمة ونقيصة ... وَإِلَى الْكَمَال ترَاهُ أكْرم من سبق

قل مَا تشَاء فِي مدحه وَصِفَاته ... فلأنت أولى أَن يُقَال لَهُ صدق

قتل الحسود لما رأى فِي وَجهه ... نور النُّبُوَّة فِي أساريره برق

قد حَاز فِي شرف النُّبُوَّة نِسْبَة ... فِي آل أَبَا علوي كالنور ائتلق

قوم لَهُم فِي كل فضل قسْمَة ... وَلَهُم إِلَى شرف الْمَعَالِي مسبق

قَامُوا بِطَاعَة رَبهم فِي سنة ... وجكاعة لَا يحلفُونَ بِمن فسق

<<  <   >  >>