لكنه يُنكر أذواقنا ... وَمَا لَهُ ذوق وَلَا ينصف
كم يزدي الراح وشرابها ... أخْشَى على ذَا الْفَتى يقصف
دَعْنِي وحالي يَا فَقِيه الورى ... فَأَنت عَن ادراكه تضعف
هَيْهَات أَن يدْرك طعم الْهوى ... م لم يكن فِي ذوقه يلطف
للعشق سر لم يزل غامضاً ... لغير أهل الْحبّ لَا يكْشف
فيا نديمي اشرب على رغمه ... ودعه فِي انكاره يرسف
واحبس فِي بَاب الطهارات من ... كِتَابه لعلمه ينظف
وَبِي غزال طَابَ مرعاه فِي ... كناس قلبِي وَهُوَ لَا يألف
بدر كَمَال لَا يرى حسنه ... نقصا وَلَا محفاً وَلَا يُكَلف
فِي خَدّه أنبت مَاء الحيا ... وردا بِغَيْر اللحظ لَا يقطف
عَارضه لَام وَفِي صُدْغه ... وَاو وَلَكِن آه لَو يعْطف عَزِيز مصر الْحسن لَو كَانَ فِي ... زَمَانه هام بِهِ يُوسُف ...
وَمِنْه ... لَا فرع كدجى اللَّيْل عسق ... وجين مثله تَحت الفلق
ومحيا كلف الْبَدْر بِهِ ... وخدود من حواليها شفق
وعذار مذ تبدا خَدّه ... يعجز الْكَاتِب عَنهُ أَن مشق
مَا أرى الغزلان إِلَّا سرقت ... مِنْهُ جيدا والتفاتاً وحدق
ثمَّ خَافت فتولت شرداً ... كَيفَ لَا يشرد خوفًا من سرق ...
وَمِنْه ... شمس الضُّحَى بعد العشى ... زارت فَزَالَ تلهف
واستقبلت بدر السما ... فَنَظَرت للقمرين فِي ...
وَمِنْه ... عذولي زادني فِي الْحبّ عذلا ... وَأكْثر منمغالبي وآذا
وَصَارَ يلوم من أهواه حَتَّى شكى من لوم عذالي وآذا ...
وَمِنْه ... بلغ حَبِيبِي بعض مَا أَلْقَاهُ إِذا أبصرته ... أما عذولي قل لَهُ دع عَنْك مَا أضمرته ...