وَمِنْه ... أَتَيْنَا على النجب الْعتاق لطيبة ... وَقد ضَاقَ من نَفسِي فسيح فضائها
وأنزلت حاجاتبي بِبَاب مُحَمَّد ... على ثِقَة من نحبها وقضاثها ...
وَمِنْه ... أحس من تنظر الْعُيُون فَتى ... عرفه الله أَنه الله
أبعد عَنهُ حظوظه فغدا ... فِي حَضْرَة قَصده الله
فرغه عَن جَمِيع عالمه ... فَصَارَ بِالْحَقِّ شغله الله
ادخله خلوه مُقَدَّسَة ... يذكرهُ فِيهَا وَذكره الله
علمه مَا يَشَاء ثمَّ علا ... بِهِ إِلَيْهِ فَعلمه الله
حقق فِيهِ الْقبُول مِنْهُ لَهُ ... فَإِن دَعَاهُ أَجَابَهُ الله
لطفه فارتقى وَزوج بِهِ ... فِي النُّور فضلا فنوره الله
بلغه الْمُنْتَهى وأوصله ... فَعَاد عبدا شُهُوده اله
ألبسهُ من ثِيَاب حَضرته ... ملابساً رقمها هُوَ اله
وَبعد أَن صَار مُنْفَردا علما ... قَالَ لَهُ إِنِّي أَنا الله ...
وَمِنْه ... إِذا صدق صَحَّ العَبْد فِي حب مَوْلَاهُ ... الأح لَهُ معنى الْجمال وابداه
وأغناه عَن أَوْصَافه ونعوته ... وَالْجمع فِي غيب الْحَقِيقَة أبقاه
وأبلسه تَاج المعارف وَالْهدى ... وآنسه بِالْقربِ مِنْهُ وَأَدْنَاهُ ...
وَمِنْه ... إِذْ يعمر قلب بالاله غَدا ... مرآه كل شُهُود كَامِل الرتب
واودعت فِيهِ بل لَهُ برزت ... كل العومن فَلم يحْتَج إِلَى كتب
وَصَارَ بَيْتا يطوف العارفون بِهِ ... ويدركون بِهِ المأمول من طلب ...
وَمِنْه أَي قلب قَابل الْحق فَلم ... ينشرح هَذَا الْخلاف الْوَاقِع
وَأي صدر صَار معنى سره ... ثمَّ لم يُغني بِفضل وَاسع
أَي عين أَبْصرت أنواره ... ثمَّ تلتاح لابهى سَاطِع