قتلة بعض باشوات مصر ظلما لَان الشَّيْخ كَانَ اغلظ لَهُ بالْقَوْل فِي بعض الْأُمُور فَغَضب وَقَتله ثمَّ أَن أهل مصر المحروسة قَامُوا على ذَلِك الرجل وقتلوه وَمن شعره ... دَار فكري يَا رب فِي كل خلق ... لم أجد سواك وحقك ... فاغثى فإنى عبد رقك ... وتطف وامنن عَليّ برزقك
وفيهَا توفّي الشَّيْخ الْعَلامَة مُحَمَّد بن عبد الْحق الْعقيلِيّ الْمَالِكِي بِمَكَّة وَكَانَ قد تربى فِي حجر الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة على ابْن مُحَمَّد البكرى المالكى وَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ عيله فَهُوَ من أجل تلاميذته وَلِهَذَا اوصى إِلَيْهِ وَقت وَفَاته بتربية وَلَده صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة أَحْمد بن على البكرى فاخذ عَنهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَتَّى برع وانْتهى إِلَى مَا انْتهى إِلَيْهِ رَحمَه الله آمين وَسمعت صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة أَحْمد بن عَليّ البسكري قَالَ سَمِعت شَيخنَا جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الْحق الْمَالِكِي يَقُول إِن الشَّيْخ الْكَبِير الرباني الْعَارِف بِاللَّه مُحَمَّد بن عراق أرسل إِلَى الشَّيْخ الْعَلامَة أَحْمد بن عبد الْغفار الْمَالِكِي أَن يتْرك شرب القهوة فِيمَا بَين النَّاس ويشربها فِي خلْوَة وان يتْرك السماع وَأَن يتْرك لعب الشطرنج فَقَالَ لَهُ السيخ أَحْمد بن عبد الْغفار اما مَا أَمرتنِي بِهِ من ترك شرب القهوة فِيمَا بَين النَّاس وشربها فِي الخلوه فَكَانَ الأولى أَن تامرنى بعكس ذَلِك وَأما مَا أَمرتنِي بِهِ من ترك السماع فَلَا سمع وَلَا طَاعَة فِي ذَلِك وَأما مَا أَمرتنِي بِهِ من ترك لعب الشطرنج فَهُوَ حق وَصدق غبير أَنى ابْتليت بِهَذَا الدَّاء فاسأل الله لي تَعْجِيل الدَّوَاء وَالسَّلَام
قلت وَكَانَ تِلْمِيذه سيدنَا وصاحبنا الشَّيْخ أَحْمد الْمَذْكُور من أهل الْعلم وَالصَّلَاح مُتبعا للْكتاب وَالسّنة سالكا على النهج السّلف الصَّالح متصفا بالعفاف قانعا باكفاف لَا ترى فى أَكثر الْأَوْقَات إِلَّا مَشْغُولًا بمطالقة أَو كِتَابَة مظْهرا للجمالة لَهُ جملَة مصنفات مِنْهَا رِسَالَة فِي القهوة مفيدة جدا وَكَانَ كف بَصَره قبل وَفَاته بِقَلِيل وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة السبت ثَالِث عشر شهر ربيع الثَّانِي سنة تسع بعد الْألف باحمد اباد وعمره سَبْعُونَ سنة رَحمَه الله وَمن شعره