للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدد حُرُوف لبس خرقَة وَكَانَ جعل هَذَا التَّارِيخ صاحبنا الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد اللَّطِيف الجامي الْمَكِّيّ الشهير بمخدوم زَاده قَالَ وَلما كَانَ مَوْضُوع هَذَا الْكتاب الشريف والتأليف المنيف هُوَ لبس الْخِرْقَة أَتَى تَارِيخ ذَلِك لبس خرقَة وَقل أَن يتَّفق مثل هَذَا التَّارِيخ لَكِن سر نفس العيدروس سرى فأثر وعَلى مثلهم مثل هَذَا لَا يستكثر وَلَا يستنكر وَقد نظمت التَّارِيخ ... لمن حلل الْكَرَامَة مُسْتَحقَّة ... لمن أدّى لِبَاس الْفقر حَقه

لمحيي الدّين نجل شرِيف شيخ ... وَمن حلى بدر اللَّفْظ نطقه

سليل العيدروس أَبَا وَأما ... وَمن بدر السُّعُود أنار أفقه

تفقه فِي الْعُلُوم صَغِير سنّ ... لقد نَالَ السَّعَادَة من تفقه

حباه الله علما من لَدنه ... بِلَا كد أَتَاهُ وَلَا مشقة

فيا لَك عَالم علم أَمَام ... لَهُ فِي الْعلم تَحْقِيق ودقة

وتأليف لَهُ كالبحر وافا ... ابان بِهِ لَدَى الْفُضَلَاء حذقه

لما قد نَالَ من خلق وحلم ... لَهُ الْأَحْرَار قد أضحت أرقه

فَصدق مَا أَقُول بِلَا نزاع ... فقد أبدى لَك الرَّحْمَن صدقه

وَلما كَانَ ذَا التَّأْلِيف فِيمَن ... تشرف فِي الانام بِلبْس خرقه

فَلَا عجب وَلَا بدع إِذا مَا ... اتى تَارِيخ ذَلِك لبس خرقه ...

قلت وعارض هَذِه القصيدة الْمُبَارَكَة صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ البسكري الْمَالِكِي رَحمَه الله تَعَالَى ... تَبَسم فاتنى يَوْمًا ببرقه ... فذابت مهجتي وازددت عشقه

وحيرني وصيرني ذليلاً ... واشعل فِي الْفُؤَاد وَقيد حرقه

فَقلت لَهُ ترفق بِي وسر بِي ... طَرِيق اللاء قد أضحوا أرقه

وَلَا تمنع عبيدك من وصال ... وَلَا تقطع بِفَضْلِك قطّ رزقه

فألوى معرضًا يُبْدِي دلالا ... على من زَاد من جفنيه دفقه

يواصل صده فِي كل حِين ... وَيمْنَع رفده وكذاك نطقه

فَلَمَّا أَن تَمَادى فِي صدودي ... وادمى مقلتي والعظم دقه

وصرت مولهاً صبا كئيباً ... حَزِين الْقلب من بعد وَشقه ...

<<  <   >  >>