للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَإِذا حلت الْهِدَايَة قلبا ... نشطت للبعادة الْأَعْضَاء ... وَإِذا سخر الاله أُنَاسًا ... لسَعِيد فانهم سعداء ...

وَقلت فِي الْمَعْنى ... يَا سعدي إِن صَحَّ حبي لسعد ... يَا بخْتِي ان بذلت فِيهِ جهدي ... يَا سروري إِن بلغت فِيهِ قصدي ... يَا هنائي إِن فزت بِذَاكَ وحدي ... يَا سروري إِن بلغت فِيهِ قصدي ... يَا منائي إِذا صدق فِيهِ وجدي ... يَا غنائي ان قبل وَقَالَ أَنْت عَبدِي ...

وَأَرْجُو أَن أكون فِي الدَّاريْنِ بمحبته سعيدا وَأَن أحْشر إِن شاضء الله تَعَالَى ببركته فِي زمرة السُّعَدَاء وَأدْركَ مَرَاتِب الشُّهَدَاء وَمَا ذَلِك على الله بعزيزوما توفيقي إِلَّا بِاللَّه عَلَيْهِ توكلي واليه أنيب

قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

الرمء مَعَ من أحب

قَالَ الإِمَام النَّوَوِيّ رَحمَه الله فِي شرح مُسلم عِنْد الْكَلَام على هَذَا الحَدِيث وَلَا يشْتَرط فِي محبَّة الصَّالِحين أَن يعْمل بأعمالهم اذ لَو عمل بأعمالهم كَانَ مَعَهم وَمِنْهُم

وَقَالَ الْبونِي إِن الله تبَارك وَتَعَالَى ينظر إِلَى قُلُوب أوليائه كل يَوْم كَذَا وَكَذَا مرّة فَإِذا وجد فِي قُلُوبهم محلا لعبد وَرَأى همتهم مُتَعَلقَة بِأحد أكلامه وَتجَاوز عَنهُ وألحقه بهم

ولنرجع إِلَى مَا نَحن بصدده من ذكر طرف من أَحْوَال هَذَا السَّيِّد الْعَظِيم وَالْوَلِيّ الْكَرِيم ونعترف قَطْرَة من بحره الغزير ليستدل بِالْقَلِيلِ من ذَلِك على الْكثير فَكفى بالنفحة دَلِيلا على طيب الزهر وبالغرفة معرفَة يعذبونه النَّهر وَلِأَن صَاحب النُّور الَّذِي قسم لَهُ نصيب من سعادته إِذا ذكر لَهُ شَيْء من صِفَات الأكابر وَلَو طرفا من أخبارهم أَو لَاحَ لَهُ لامع من بوق أنوارهم هش بِقَلْبِه إِلَيْهَا وَأَقْبل بِالرَّدِّ علهيا وَذَلِكَ لوُجُود المجانسة الْحَقِيقِيَّة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث

الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا إئتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف فَأهل السَّعَادَة يعرف بَعضهم صِفَات لعض بصفاتهم كَمَا قيل ... يعرفهُ الباحث من جنسه ... وَسَائِر النَّاس لَهُ مُنكر ...

<<  <   >  >>