قَالَ الْعَلامَة مُحَمَّد بن عمر بحرق الْحَضْرَمِيّ وناهيك بعظيم احواله اعتناء الشَّيْخ العيدروس عبد الله بن أبي كبر بالتصنيف فِيهَا فان الْعَظِيم لَا يعظم فِي عَيْنَيْهِ إِلَّا عَظِيم وَلَا يعرف الْفضل لاهل الْفضل إِلَّا أهل الْفضل وَإِذا وصف العيدرووي فِي مناقبه الجليلة واعتنى باحواله الجميلة فقد اغنى ثَنَاؤُهُ عَن كل وصف وَالشَّهَادَة مِنْهُ خير من شَهَادَة الف الف وَهَا انا أُشير إِلَى بعض مَا ذكره رَضِي الله عَنهُ فِي تَرْجَمته وَسيرَته مُلَخصا لكَلَامه فَقَالَ وَمن خطه الْكَرِيم فَقلت
كَانَ شَيخنَا الْعَارِف بِاللَّه تَاج الانوار وقطب الاحوال سعد بن عَليّ بن عبد الله أَبَا مدحج الْحَضْرَمِيّ التريمي عَالما بِاللَّه وبأمر الله على الشَّرِيعَة والطريقة والحقيقة ادركناه وصحبناه وحفظنا مِنْهُ كرامات كَثِيرَة ووقائع عَظِيمَة لَا يُمكن شرحها وَقد أظهرنَا بَعْضهَا
قَالَ وَتعلم الْقُرْآن وَحفظه وقرا فِي الْفِقْه التَّنْبِيه والمنهاج وَفِي التَّفْسِير تَفْسِير الواحدي وَالْبَغوِيّ وَتَأْويل الْقُرْآن للسلمي وَفِي الطَّرِيقَة بداية الْهِدَايَة ومنهاج العابدين وَالْأَرْبَعِينَ الأَصْل واحياء عُلُوم الدّين للغزالي وَأخذ خرقَة الصُّوفِيَّة من الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن واكثر مقروآته على وَالِده الْعَارِف بِاللَّه شيخ بن عبد الرَّحْمَن وَكَانَ شَيْخه يُحِبهُ حبا شَدِيدا ويثني عَلَيْهِ ثنيا عَظِيما ويشه رأحواله غَايَة وَنِهَايَة وَكَانَ يَأْمُرهُ ان يرفق بِنَفسِهِ فِي المجاهدة فيعتذر إِلَيْهِ بانه لَا يجد لَهَا كلفة وَلَا مشقة باعانة الله لَهُ
قَالَ وَأول شَيْء بدىء بِهِ انه كَانَ نَائِما فِي مَسْجِد سرجيس أَي بسين مُهْملَة مكررة بَينهمَا رَاء ساكنه ثمَّ جِيم مَكْسُورَة ثمَّ يَاء تحتية فَدخل عَلَيْهِ رجل من رجال الْغَيْب فأقامه من نَومه وَقَالَ لَهُ قُم مَا لهَذَا خلقت فشمر بعون الله من وقته فِي المجاهدات والمكابدات والرياضيات والخلوات فَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَيقوم اللَّيْل كُله من حِين بلغ الْحلم