بعد وَاحِدَة حَتَّى أخرج مِنْهَا حذائين عتيقة وَأخذ يشمها ويقبلها وَقَالَ إِن هَذِه من ملبوسات الشَّيْخ سعد رَضِي الله عَنهُ ثمَّ ردهما مكانهما فتعجب الحاضرو من ذَلِك
قلت وَقد وَقع لي بِحَمْد الله قريب من هَذَا وَذَلِكَ أَن بعض الْأَصْحَاب من أهل حَضرمَوْت اهدى لي طَبِيبا فَقلت هلا أهديت لي مكن تُرَاب قبر سَيِّدي الشَّيْخ سعد بن عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَإِن ذَلِك عِنْدِي من أشرف الْهَدَايَا وأفخر أَنْوَاع الطّيب ثمَّ انشدت فِي هَذَا الْمَعْنى ... سَأَلت العرفاء عَن طب دائي ... فَقَالُوا تُرَاب ذَلِك الجناب الأقدس
على الْخَيْر سَقَطت فاغتنم داؤك ... وربي إِنَّه درياق أنفس
دواني يَا سعد وادرك قبل تلافي ... وحقك أَنِّي لَك عبد اكيس ...
فَأرْسل الي من الْعَام الْقَابِل قَلِيلا من تُرَاب ذَلِك الضريح الشريف فِي قَارُورَة زجاج وَللَّه الْحَمد وَعلمت أَن للشَّيْخ نفع الله بِهِ بِالْعَبدِ اعتناء عَظِيم وَأَخْبرنِي شَيخنَا الْفَقِيه الصَّالح سراج الدّين عمر بن زيد الدوعني قَالَ وَمن خطه نقلت
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ أما بعد فَيَقُول العَبْد الْفَقِير الحقير خويدم الْعلمَاء ومحبهم عمر بن زيد غفر الله ذنُوبه وَستر عيوبه آمين
لما كَانَ التَّارِيخ لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن وَعشْرين شهر شعْبَان المكرم سنة خَمْسَة عشر وَألف رَأَيْت كَأَن سيدنَا وَشَيخنَا السَّيِّد الْعَالم الْعَلامَة الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى وحيد عصره وفريد دهره محيي الدّين الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن شيخ بن عبد الله العيدروس مد الله فِي حَيَاته وَأعَاد علينا من بركاته وبركات علومه ومعارفه وأنفاسه آمين فِي بَيت عَظِيم وَعِنْده جمَاعَة من أَصْحَابه عرفت بَعضهم فَخرج من ذَلِك الْبَيْت وَأَشَارَ إِلَيّ فتبعته وفعمت مِنْهُ أَنه يطْلب المَاء فَمشى أَمَامِي وَأَنا وَرَاءه فِي أَمَاكِن معمورة لَا أعرفهَا حَتَّى انتهينا إِلَى مَكَان وَاسع فَإِذا بسيدي الشَّيْخ سعد بن عَليّ أَبَا مدحج إِمَام سَيِّدي يدله