للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَلِيهِ فِي ثِيَابه شَيْء من الْقمل والبراغيث هَلَكُوا فِي الْوَقْت والحين وَذهب مَا كَانَ فِي ثِيَابه من ذَلِك بقدرة قَادر واذهب الله جَمِيع مَا كَانَ فِيهَا وَلم يبْق من أَرضهم إِلَّا الخمط والأثل وَهُوَ الطرفاء والاراك وَشَيْء من سدر قَلِيل قَالَ الله عز وَجل {ذَلِك جزيناهم بِمَا كفرُوا وَهل نجازي إِلَّا الكفور} وسبأ الْآن خراب وَكَانَ بهَا قصر سُلَيْمَان ابْن دَاوُد عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقصر بلقيس زَوجته وَهِي ملكة تِلْكَ الأَرْض الَّتِي تزَوجهَا سُلَيْمَان وقصتها مَشْهُورَة وبأرضها جبل منيع صَعب المرتقى لَا يصعد إِلَى أَعْلَاهُ إِلَّا بالجهد الْعَظِيم وَفِي أَعْلَاهُ قرى عَظِيمَة عامرة وبساتين وفواكه ونخل مثمر وخصب كثير وَبِهَذَا الْجَبَل أَحْجَار العقيق وأحجار الجثيب وأحجار الْجزع وَهِي مغشاة بأغشية ترابية لَا يعرفهَا إِلَّا طالبها وَلَهُم فِي مَعْرفَتهَا عَلَامَات فتصقل فَيظْهر حسنها انْتهى وَالله أعلم

قَالَ الْقزْوِينِي إرم ذَات الْعِمَاد بَين صنعاء وَحضر موت من بِنَاء شَدَّاد بن عَامر

رُوِيَ أَن شَدَّاد بن عَاد كَانَ جباراً من الْجَبَابِرَة لما سمع بِالْجنَّةِ وَمَا وعد الله فِيهَا أولياءه من قُصُور الذَّهَب وَالْفِضَّة والمساكن الَّتِي تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار والغرف الَّتِي فَوْقهَا غرف قَالَ إِنِّي متخذ فِي الأَرْض مَدِينَة على صفة الْجنَّة فَوكل بذلك مائَة رجل من وكلائه تَحت كل وَكيل ألف من الأعوان ولغيرهم ان يطلبوا أفضل فلاة من الأَرْض من أَرض الْيمن ويختاروا أطيبها تربة ومكنهم من الْأَمْوَال وَمثل لَهُم كَيْفيَّة بنائها وَكتب إِلَى عماله فِي سَائِر الْبلدَانِ أَن يجمعوا جَمِيع مَا فِي عَددهمْ من الذَّهَب وَالْفِضَّة والجواهر فَجمعُوا مِنْهَا صبرا مثل الْجبَال فَأمر باتخاذ اللَّبن من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَبنى الْمَدِينَة بهَا وَأمر أَن يفصص حيطانها بجواهر الدّرّ والياقوت والزبرجد وَجعل فِيهَا غرفاً فَوْقهَا غرف أساطينها من الزبرجد والجزع والياقوت ثمَّ أجْرى إِلَيْهَا نَهرا سَاقه إِلَيْهَا من أَرْبَعِينَ فرسخاً تَحت الأَرْض

<<  <   >  >>