وفيهَا توفّي الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد بالجفار باحور وَهِي بلد بَين الشحر وعدن على السَّاحِل
وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ كَانَ فِي مَكَّة رجل يسلب من دخل عَلَيْهِ من الْأَوْلِيَاء عَن مقامهم فَيَأْخذهُ من ذَلِك الْمقَام قَالَ فَدخلت عَلَيْهِ بغفلة مني فَسَأَلَنِي عَن مقَامي فتضرعت بباطني إِلَى الَّذين يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ فالهمني ان قلت مقَام الافتقار إِلَيْهِ فصاح وَقَالَ مَا أحد نَالَ مني إِلَّا أَنْت أَو كَمَا قَالَ
قلت وَقَرِيب من هَذَا مَا ذكره الشَّيْخ الْعَلامَة عز الدّين بن غَانِم بن عبد السَّلَام الْمَقْدِسِي فِي كِتَابه شرح حَال الْأَوْلِيَاء ومناقب الأصفياء إِن الشَّيْخ أَبَا يزِيد البسطامي رَضِي الله عَنهُ رُؤِيَ بعد مَوته فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك يَا أَبَا يزِيد فَقَالَ أوقفني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لي بِمَ جئتني يَا أَبَا يزِيد فَقلت يَا رب جئْتُك بِمَا لَيْسَ فِي خزائنك مِنْهُ شَيْء فَقَالَ وَمَا هُوَ الَّذِي لَيْسَ فِي خزائني مِنْهُ شَيْء قلت يَا رب الْفقر والافلاس فَقَالَ يَا أَبَا يزِيد جئتني بِكُل شَيْء
وَمن كَلَام سَيِّدي أَحْمد الرِّفَاعِي نفع الله بِهِ سلكت كل الطّرق الموصلة فَمَا رَأَيْت أقرب وَلَا أسهل وَلَا أصلح من الافتقار والذل والانكسار فَقيل لَهُ يَا سَيِّدي فَكيف يكون قَالَ يعظم أَمر الله ويشفق على خلق الله ويقتدي بِسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا أحسن قَول الشَّيْخ عبد الْهَادِي السودي قدس الله روحه فِي الْمَعْنى ... وَأَجْعَل الْفَقِير شافعا لَك تغني ... حبذا الافتقار دينا ومله ...
وفيهَا احْتَرَقَ من مَدِينَة عدن طَائِفَة عَظِيمَة من الْمدرسَة السفيانية إِلَى حافة الْيَهُود وَمَا هُنَالك وَاحْتَرَقَ فِيهَا من الْآدَمِيّين نَحْو ثَلَاثِينَ نفسا وَتلف من الْأَمْوَال والبيوت مَا لَا يُحْصى