للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَانْظُر إِلَى وَجهه الْوَاضِح بِلَا حجب ... يَأْتِيك من فَضله منا بِلَا تَعب

وامعن إِلَى حسنه الساري مكافحة ... وَأنْظر نظر ابتهاج غير مُضْطَرب

واعكف على الْغَايَة الْمَطْلُوب مِنْهُ وَقل ... هَذَا هُوَ الْحق وَالْمعْنَى بِلَا ريب

وعش وطب وبشرب الذّكر ذوق لَهُ ... من لَا يطيب بِذكر الله لم يطب

هَذَا صفاء الْعَيْش إِن كنت اللبيب لَهُ ... سرا تقرب فَهُوَ من أفضل الْقرب

واسلك سَبِيل طَرِيق الله اجمعها ... محبَّة وتأدب غَايَة الْأَدَب

واعمل إِلَى الْعَالم اللاهوت منطوياً ... على الْفِرَار من الْآفَات واللعب

وجاهد النَّفس واعمل مَا يخلصها ... وَانْظُر لما قَالَ أهل الْعلم والكتب

فَإِن عز اولي الدَّاريْنِ قد جمعت ... فِي طَاعَة الله لَا فِي المَال وَالنّسب

ثمَّ الصَّلَاة على الْمَحْمُود مرتقياً ... مقَام قوسين عَال عالي الرتب ...

وفيهَا توفّي الْعَلامَة الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَسْقَع أَبَا علوي بتريم فِي شَوَّال وَكَانَ من الْفُقَهَاء البارعين وَالْعُلَمَاء المتفننين أَخذ أَنْوَاع الْعُلُوم وبرع وتفنن وَلزِمَ الْجد وَالِاجْتِهَاد فِي الْعلم وَالْعَمَل وَأَقْبل على نفع النَّاس اقراء وافتاء مَعَ الدّين المتين وَترك مَا لَا يعنيه وَشدَّة الْوَرع والزهد وَالْعِبَادَة والخمول وَكَانَ حسن التَّقْرِير فِي تدريسه وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد

وَمن مشايخه خَاله الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله أَبَا فضل وَكَانَ جلّ انتفاعه عَلَيْهِ وَمِنْهُم الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر أَبَا علوي وَالْقَاضِي إِبْرَاهِيم أبن ظهيرة الْقرشِي والفقيه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبَا فضل والحافظ السخاوي وَله مِنْهُ إجَازَة وَمكث فِي مَكَّة مُدَّة لطلب الْعلم وَمن محفوظاته الْحَاوِي فِي الْفِقْه ومنظومة الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول والفقيه ابْن مَالك فِي النَّحْو ومقرراته كَثِيرَة جدا وَحكي أَنه قَرَأَ الْأَحْيَاء أَربع مَرَّات وَمن كَلَامه كل قرصك والزم خلصك إِشَارَة إِلَى القناعة وَالْعُزْلَة وَرَآهُ بَعضهم فِي الْمَنَام بعد مَوته فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ {فِي مقْعد صدق عِنْد مليك مقتدر}

وَمن كراماته أَن بعض خُدَّامه سرق دَاره فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ إِلَى

<<  <   >  >>